أسئلة قادت المنصفين من المتصوفة إلى الحق
إنَّ الحمد لله نحمده و نستعينه ، و نستغفره ونستهديه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، وصفيه من خلقه و خليله، بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمَّة وجاهد في الله حق جهاده .
أمَّـا بعد فإنَّ فسادَ مذهب الغلاة من أهل التصوف لا يحتاج في تبيانِه إلاَّ إلى معرفة ذلك المذهب ، لأنَّ جُـلَّه ومعظمَه ممَّا تأباه النفوس السليمة و تنفر منه الفِطَر الصحيحة ، و تمجُّه الأذواق ، وتنبو عنه الأسماع ، و ليُعلم أن المراد من هذا البحث ليس أهل "التصوف" الحق المرادف لمعنى "الزهد" ، و إنما ما شاع و ذاع في بلاد المسلمين من تلبُّسِ كثير من المتصوفة بالبدع و الضلالات و العقائد الفاسدة ، و سيأتي بيانها .
و إن المرء ليعجب من تمكين القوى الاستعمارية للتصوف و أصحاب الطرق و توطئتها للخرافة في العالم الاسلامي في هذا العصر:ـ عصر الإنجازات العلمية ـ في وقتٍ نحن أحوج ما نكون فيه إلى المنطق العلمي و أساليب التقنية الحديثة ، و ما ذلك التمكين من أعداء الإسلام لدعاة التصوف إلاَّ لسببين رئيسيين هما :
1ـ أن التصوف الباطل كما هو معلوم يئِدُ روح الجهاد في المسلمين ، و يخذِّل المسلمين عن مجابهة عدوِّهم الفعلي .
2ـ أن التصوف هو قنطرةٌ للتشيُّع ، و معلوم أنَّ الرافضة ـ مذ كانوا ـ و هم عملاءُ لكلِّ عدوٍّ للاسلام و المسلمين ، بل هم كما سمَّاهم شيخ الاسلام ابن تيمية "حمير النصارى" يركبونهم للنيل من الاسلام و أهله ، كما هو ماثلٌ للعيان في هذا العصر .
و لذلك فسوف أوجِّه عدة أسئلة لصوفية هذا العصر ، لعلَّنا نجد في إجاباتهم شيئاً يفسِّر لنا بعض ما هم عليه من الباطل ، و هذه الأسئلة هي رؤوس أقلام فقط ، و سأكتفي منها بثلاثين فقط، مع أنَّه بالإمكان الزيادة من الأسئلة بقدْرِ ما أحدثوا من البدع ، و لعلَّ الاخوة يزيدون في تلك الأسئلة ما هو أحرى بالتوجيه و أجدر بالطرح ، فأقول ـ و بالله المستعان ـ :
1ـ هل الدين كامل بإكمال الله عز وجل له ؟ ، أم يحتاج إلى أن يزيد الصوفية عليه ما أحدثوه من و البدع و الزيادات ؟.
2ـ هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بل صحابته باتخاذ الطرق ؟، أم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك ؟.
3ـ هل كان السلف و الصحابة الكرام على منهج المتصوفة في اتخاذ الطرق؟ .
4ـ هل الدين يـأمر بالكسل و اتخاذ الزوايا و التكايا و ترك العمل ؟ .
5 ـ هل الدين يأمر بالتشرذم و التفكك و الافتراق ؟ و لماذا اتخاذ الطرق المختلفة ؟ و الله عز و جل يقول :
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]
6ـ هل جميع الطرق على سبيل نجاة أم واحدة ؟ فإن كانت كلها ناجية فما معتى تخصيص واحدة بالاتباع ؟
و إن كانت واحدة فليست احداهن بأولى من الباقي ، فما الدليل المخصِّص لها ؟ و على فرض أن الناجية واحدة فباقي الطرق لا تسلِّم لها بذلك .؟
7ـ ما قول الصوفية فيمن يعتقد بالحلول و الاتحاد كالحلاج و البسطامي أو بوحدة الوجود ـ كابن عربي و ابن سبعين و التلمساني ـ والذين يقتضيان بلا شك الكفر البواح و الردة الصراح ، فإن سلَّموا لمن يعتقدها فهم مثلهم ، و إن لم يسلِّموا فليتبرؤوا منهم .
8ـ ما قول الصوفية في عقيدة النور المحمدي حيث أنها تقتضي الاعتقاد بوحدة الوجود ـ و كذلك عقيدة الانسان الكامل ـ لعبدالكريم الجيلي ـ .
9ـ ما قولكم في الخرافات و الخزعبلات التي ينضح بها كتب الصوفية مثل طبقات الشعراني ( قصة الشيح وحيش ، و السيد البدوي ـ ؟ ) ، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلك الكتب !،و هل تلك الكتب أولى بالقراءة من كتاب الله عز و جل و سنة رسوله ؟.
10ـ ما قولكم في الشركيات التي تنضح بها كتب الصوفية ، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلكم الكتب !.
11ـ ما قولكم فيمن ادعى وصولَهُ لمرتبة اليقين و سقوط التكاليف عنه ؟ و أين هم من فعله عليه الصلاة و السلام ، و من قولِه حين سألته عائشة رضي الله عنها عن سبب اكثاره من قيام الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان ـ مع أن الله عز وجل غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ـ : (أفلا أكون عبدا شكورا) ؟ فإن كنتم تعتقدون أن أحداً يصل إلى مرتبةٍ تسقط فيها عنه التكاليف الشرعية فقد هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك ! .
12ـ ما قولكم فيمن يدعي تصرف الغوث و الأولياء و الأقطاب و الأبدال في الكون ؟ أو ليس
ذلك مشاركة لله عز و جل فغي خلقه ؟ أوَ ليس ذلك شركا أكبر مخرجاً من الملة ؟ فإن كنتم تعتقدون ذلك هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك ! .
13ـ ما قولكم فيمن يعمل الموالد ، و هل هم أحسن هَدياً من صحابة الرسول عليه الصلاة و السلام و السلف الصالح ، أوَ ليس أول من أحدث ذلك هم الرافضه العبيديون أعداء الاسلام ؟.
14ـ أول من تلقب بالصوفي هو جابر بن حيان الشيعي الاسماعيلي ، و عبدك الشيعي مما يضع علامات استفهام كبرى حول منشأ تلك النبتة ، و لا يُشعِر بحسن نية من أحدثها !.
15ـ ما قولكم فيمن يقوم لما يدعيه من وصول الحضرة النبوية في الموالد ، و هل يحضر الرسول عليه الصلاة و السلام فعلاً تلك الموالد في وقت واحد ؟ ، و هل يصح ذلك عقلا ؟.
16ـ مصادر التشريع عند المسلمين هما الكتاب و السنة ، و عندكم الكشوف والمنامات و الوساوس و الخطرات ، و حدثني قلبي عن ربي ، فهل هذا هو الدين ؟ .
17ـ ما قولكم فيمن يأمر المريد باستحضار صورة الشيخ و الاستمداد من قواه الروحية كالنقشبندية ، و هو ما يسميه بعضهم بالرابطة بين الشيخ والمريد ، ، أو ليس هذا شركا أكبر مخرجاً من الملة . (بل و من شرك التعظيم ، و له تعلُّقٌ بشرك الاستغاثة و التصرف) .
18 ـ ما قولكم في تكفير بعض الطرق بعضها لبعض .
19ـ ما رأيكم في تعاون الصوفية مع المستعمر الأجنبي ، و هل ذلك من الاسلام في شيء ؟، و أين الولاء و البراء ؟ .
20 ـ لماذا تتحاشون العلم الشرعي ، و تغطُّّون أعين تابعيكم عنه ، أم أنَّ ذلك لكونِه يفضح جهلكم أمام أتباعِكم ، أو ليس الاسلام يأمر بالعلم و يحث عليه ؟
21 ـ هل لبِسَ الرسول عليه الصلاة و السلام الخرقة أو ألبسها أحدا من أصحابه ؟.
22ـ لماذا هذا التشابه الواضح بين الصوفية و بعض الفلسفات الوثنية الشرقية القديمة كالغنُّوصية و البراهمة ، و هل المنبع واحد ؟
23 ـ ما سبب وجود بعض مظاهر الشرك لدى أتباع الطرق الصوفية مثل دعاء الأموات و الطواف بالأضرحة و القباب ، و مثل السحر و الشعوذة و ادعاء علم الغيب ، و هل ذلك من الاسلام في شيء ؟.
24ـ ما سبب التقارب بين الصوفية و أهل التشيع على مر التاريخ الاسلامي ، بل إن شيعة هذا العصر صفويي إيران تعود أصولهم إلى الطريقة الصوفية التي تشيعت و شيعت إيران و ما حولها ، و هل الروافض يستخدمون التصوف قنطرة لمذهبهم الخبيث ؟.
25 ـ لماذا توجد دائما بذور التشيع في التراث الصوفي ، مثلا : الطبقات للشعراني ، كتابات زيني دحلان ، و كتابات بعض الصوفية المعاصرين ...الخ .
26 ـ ما سر الدعم الغربي لدعوات التشييع في العالم الاسلامي ، و التي تستخدم كثيراً من سدنة التصوف في هذا العصر ، و الذين أصبحوا دعاةً للتشيع ، مثلاً : أحمد الحسونة الصوفي مفتي سوريا ، والصوفي تاج الدين الهلالي مفتي عموم مسلمي استراليا، والصوفي علي جمعة مفتي مصر الذي تمرَّرُ من حوله عقائد الرافضة من القول بتحريف القرآن و سب الصحابة و هو عن كلِّ ذلك مشغولٌ بسب الوهابية "السلفية" و تحليل ما حرَّم الله .
27ـ لماذا كان التصوف ـ في كثير من الأحيان ـ قنطرةً للإلحاد ، مثل : وحدة الوجود ، الحلول و الاتحاد ، الرفض ، الفناء ، النور المحمدي ، الرابطة ، دعاء الأموات و عبادة القبور .......ألخ .
28ـ لماذا هذا التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية و الإعلامية لنشر مثل هذا التوجه ؟
أم أنه لم يكن من قبيل الممكن لرافضة إيران التوجه إلى المتلقِّي السني ومخاطبته لسببين :
أ ـ وجود حاجز نفسي عند أهل السنة بحيث لا يقبلون شيئاً من عالم الرفض ، فقد وقَرَ في قلوب أهل السنة أن الرافضة أولى بالباطل ، و أنَّهم لا عقل لهم و لا دين لما يرون من الطوام المنسوبة إليهم .
ب ـ أن أهل السنَّة يُحَكِّمون الكتاب والسنَّة وهما مادَّة العقل الصحيح ، ممَّا يجعل حتى عوامِّهم يميِّزون الحقَّ من ضدِّه لدى الحكم على المذاهب المختلفة .
فلذلك فقد استخدموا دعاة التصوف لنشر التشيع في العالم الاسلامي مع العلم أنَّ ارتباط التصوف بالتشيع ارتباط قديم ، فمنذ زمن بعيد حاول الشيعة الدخول مع " الباب الخلفي للتشيع " و هو التصوف [ نقصد بذلك التصوف الطرُقي الباطل ، لا تصوُّف أهل السنة المرادِف لمعنى الزهد ]، و قد ألَّف في هذا المعنى العالم الشيعي مصطفى كامل الشيبي كتابه المشهور: (الصلة بين التصوف و التشيع ) .
واهتمام الروافض بعقد صفقة مع أهل التصوف الباطل يعود لعدَّة أمور :
أَ ـ أن يكون الخطاب قادماً من داخل البيت السني؟ لا من قِبل الرافضة، و بالتالي يكون مقبولا للوهلة الأولى .
بَ ـ بعض الطرق الصوفية تقبل بمظاهر كثيرة من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأقطاب والأبدال ،والإيمان بوحدة الوجود ، و غير ذلك.
جَ ـ أنَّ التصوف كما هو معلوم يلغي العقل ويجعل الشيخ هو الحاكم على مريده ، فمن اعترض على شيخه حُرِم ، والمريد في يد شيخه كالميت في يد مغسِّله كما يقول أهل الطريقة .
كما أنَّ هناك صلات كبيرة و خفيَّة بين أهل الطرق من الصوفية وبين الرافضة ،فهناك فرق صوفية دخلت في عالم التشيع كالبكتاشية و بعض الرفاعية ، وكثير من الطرق الصوفية تدعي النسب الشريف لمؤسسيها ، وارجع في ذلك إلى كتاب ( الصلة بين التصوف و التشيع ) لمصطفى كامل الشيبي الشيعي .
دَ ـ أن هناك قاسماً مشتركاً ماثلاً للأعين بين فريقي التشيع والتصوف ، و هو استغلال حب المسلمين لأهل بيتهم في استجلاب النذور والهبات والأعطيات وغيرها ، إذ أنَّ بعض الطرُقية من المتصوفة يستغلُّون مراقد أهل البيت ـ مثل مراقد الحسين و السيدة نفيسة والسيدة سكينة و السيد عائشة وغيرها في مصر ، و مراقد السادة آل با علوي في حضرموت وغيرهم في سائر بلدان العالم الإسلامي ـ في تحصيل سائر الغِلال غير المشروعة .
* ـ و قد كان للرافضة اهتمام كبير بنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة ، فقد ألَّف السيوطي رحمه الله ت 911هـ كتابه ( مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة ) حين قدم بعض دعاة الرافضة إلى مصر ساعيا إلى نشر مذهبه في صفوف أهل السنة تحت جلباب التصوف .
ـ في القرن العاشر الهجري تمَّ تشييع إيران عن بكرة أبيها بالحديد والنار في عهد اسماعيل الصفوي أول السلاطين الصفويين ، و عن طريق دراويش الطريقة "الصفوية" الصوفية التي أنشأها جدُّ اسماعيل الصفوي المذكور .
ـ وذكر الشوكاني رحمه الله ت 1250هـ قدوم بعض رافضة فارس إلى اليمن لبث الرفض بغطاء صوفي ، مما حدا بالشوكاني رحمه الله إلى السعي الحثيث لإخراجه من البلاد .
ـ و في حضرموت مع أن أكثر أهلها ـ و لله الحمد ـ من أهل السنة و الجماعة فقد استغل الرافضة قبل أكثر من ثلثي قرن ما اقترن بعهد الاحتلال السوفيتي لتلك المنطقة من محاربة لتدريس العلم الشرعي ، فأسَّسوا مدرسةً صوفيةً تميل إلى الرفض ، و قد نذرت نفسها لمحاربة أهل السنة ، وكان من أكبر دعاتها شخص يعرف باسم ابن عقيل الحضرمي صاحب كتاب (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ) ، و قد شنَّع فيه على المحدثين لعدم فبولهم أحاديث الرافضة ، و ظهرت في كتبه معالم التشيع الصريح .
*ثمَّ خرج من ضئضئِه مدرسة صوفية اتَّسَمت بِسِماتٍ عدَّة :
1ـ محاربة العقيدة الصحيحة الصافية النقية ، وكبار دعاتها كشيخ الاسلام ابن تيمية ،و الشيخ محمد بن عبدالوهاب و غيرهم رحمهم الله ،والسخرية من تركيزهم على الثوبت العقدية .
2ـ نشر التصوف و الخرافات و الأساطير و الرموز و الاصطلاحات الصوفية ،وتقديس رموز التصوف من ملاحدة الصوفية الداعين إلى وحدة الوجود كابن عربي والتلمساني و ابن الفارض و الشعراني صاحب "الطبقات" و غيرهم ، وهذه الطبقات مع كتب ابن عربي تعد من أهم مراجعهم .
3ـ التشبث بالفكر الاعتزالي لا سيما في نفي أسماء الله الحسنى و كذلك صفاته عز وجل .
4ـ وصم أهل السنة بعدم محبة أهل البيت ، مع أن أهل السنة لا سِيَّما الحنابلة ـ الذين منهم شيخا الإسلام ابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب ـ يجعلون الصلاة عليهم من واجبات الصلاة التي من تركها عمدا بطلت صلاته .
حتى قال قائلهم في أهل البيت :
يكفيكم في الورى فخرا بأنكم من لم يُصَلِّ عليكم لا صلاة له
5ـ تخصيص لباس خاص لأهل البيت إذ أنهم يذكرون أنهم ينتسبون فيما يذكرون لأهل البيت .
6ـ الدعوة إلى تقديس أهل البيت والغلو فيهم .
ــ ثم بعد ذلك نبغ بعض المتعالمين من الصوفية الذين وجهوا أقلامهم و ردودهم للنيل من علماء السلف و كذلك من علماء الدعوة الإصلاحية ، لاسيما المعاصرين منهم كالعلامة ابن باز و الشيخ ابن منيع وغيرهم ، و من كتبهم في ذلك ( الصاروخ الهزاز في الردعلى ابن باز ) و ( الرد الممتاز ) و غيرها .
ـ وفي هذا العصر رأى رافضة فارس أن من أحسن السُّبُل لنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة التنسيق مع دعاة المدرسة الصوفية المتشيعة في سبيل "أمـرنة" العالم الإسلامي.
* والذي يظهر أن هؤلاء الدعاة قد تقاسموا الأدوار فيما بينهم ، فعلى رأس هؤلاء المتصوفة الذين نذروا أنفسهم لمحاربة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص :
1ـ السيد محمد "عـلوي" المالكي المغربي الأصل ، و هذا كرَّس نفسه لغرس و رعاية الغلو في الرسول عليه الصلاة و السلام في نفوس الناشئة ، و ألف في ذلك الموالد ، كما يقوم و معه بعض أتباعه بإقامة الموالد ، و من طرائفه في ذلك القيام في موالده بعد الابتداء بالبوصيرية زاعماً أن الرسول يحضر عند ذلك [ الجنون فنون ].
و له جهودٌ غير مشكورة في بث دعوته في أندونيسيا ، كما افتَتَح مؤخرا جامعة (مدينة العلم في علوم أهل البيت ) التي أقامها الإيرانيون لبث المذهب الرافضي في أندونيسيا ، و للمعلومية فالسيد المالكي قد أعلن منذ زمن أنه وصل إلى مرتبة " اليقـين" ، وهي مرتبة عندهم تسقط فيها الواجبات عن العبد وتحل له المحرمات ؟ حسب مذهبهم و لله الحمد .
2 ـ الحبيب عمر بن حُفَيظ ، و هو متخصص في الروحانيات و الرموز و المصطلحات الصوفية ، وقد خُصِّصَ َلهُ برنامج دوريٌّ في قناة اليمن ، وهو شيخ الجفري و السقاف الآتي ذكرهما ، وكلمة الحبيب تعني مرتبة من مراتب الولاية عندهم .
3ـ "حسن" السقاف ، و له نشاطٌ غير مشكور في التأليف في بدعته ، و هو فيما يظهر مترفض ، فقد اعترف على قناة المستقلة بأنه يتبع الوصي؟ و هذا كما هو معلوم مصطلح رافضي ، كما أنه يقع في الصحابة ـ عليه من الله ما يستحق ـ ، و هو يقيم في الأردن و يملك ويدير هذا الغريب النازح عن وطنه دار النووي للبحوث و النشر؟ ، و قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة ، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، إلاَّ أن هذا السقاف فيما ظهر للناس ساقط علما و خلقاً و تافه لا يُؤبه له ، بل يظهر أنه كحال الرافضة يدين الله عزو جل بالكذب ، [ بل قد سقط سقوطاً ذريعاً و باء بالخزي أمام الأشهاد ،وأسقِط في يده ، حين كشف الشيخ عدنان عرعور حفظه الله حقيقة مذهبه وجوهر نحلته فأظهر تسجيلاً صوتيا له يحادث فيه علماء الرافضة و يحرِّضهم على المسلمين ، ويعرض عليهم خدماته في صياغة أساليب الرد على أهل السنَّة ذاكراً أنه أعلم بالرد عليهم ؟ ] .
4ـ الحبيب "عـلي" زين العابدين الجَفْري و هذا قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة ، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله و رموزالدعوة الإصلاحية السلفية ، و هذا الأخير ممثل مُجيد ، و متقمِّصٌ جيد للأدوار المناطة به ، وكثيراً ما يفتعل الخشوع و أحيانا البكاء ولو في غير محله ، و كثير التباكي على أهل البيت و ما حلَّ بهم من التنكيل ـ فيما يزعم ـ بغرض التوطئة للرفض ، و قد جيء بهذا الأخير من حضرموت ، ووُطِّئ له في مصر و فُتِحت له الفضائيات لنشر بدعته، مع صغر سنه وقلة علمه حتى في بدعته ، مع أن العلماء والدعاة تشيب رؤوسهم و لم يعرفهم أهل بلدهم .
5ـ الصادق المهدي السياسي المعروف و زعيم المعارضة السودانية و هذا الأخير له صلات قويَّة بالخميني ، بل و له اتصالات قوية به حتى قبل تسلمه زمام السلطة ، ولا تزال صلاته قائمة بالحكومة الإيرانية ، ولا أدري هل هو من هذه الزمرة كما تدل عليه كثير من القرائن ، أم حاله كحال كثير من الجماعات الإسلامية التي اغترَّت بتلك الدولة الطائفية المارقة من الإسلام .
ـ و هناك غيرهم كثيرٌ لا نرى من المصلحة ذكرهم في هذا الوقت عسى الله أن يهديهم أو يكفَّ شرَّهم عن الإسلام و المسلمين .
* نقاط الإلتقاء بين رافضة فارس والمدارس الصوفية المتشيعة في العالم الاسلامي :
أَـ مصدر التلقي عند الفريقين غير الكتاب والسنة، فعند الشيعة مصادر التلقي هي المرويات المنسوبة لأهل البيت ، أو رؤية الغائب وهو المهدي ، وعند الصوفية الوجدان ، و التروُّح ، والانفعالات ، والإيحاءات الغيبية المزعومة ، و المنامات ، و الاتصال بأرواح الأقطاب والأبدال ،و الالتقاء بالغائب [و هو ها هنا الخضر أو إلياس ، أو الرؤية المزعومة للرسول عليه الصلاة و السلام ] .
بَ ـ الغلو في آل البيت .
جَ ـ عبادة الأضرحة والقبور .
دَ ـ رفع شعار نشر علوم أهل البيت ، [ سبحان الله وهل أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً عن أمته و أطلَع عليه أهل بيته ، فأين العهد الذي أخذه الله عزوجل على النبيين عليهم السلام أن يبلغوا ما أنزل إليهم من ربهم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته } ] .
29 ـ ما سبب وجود كثير من المحرمات لدى أتباع الطرق الصوفية مثل الاختلاط في الموالد بين الرجال و النساء و الغناء و المزامير و صحبة المردان و غير ذلك .
30 ـ عندما أقدمت بعض الأقلام المأجورة و الدول المثبورة على سبِّ النبي عليه الصلاة و السلام لم نجد من أولئك الصوفية المتبجحين بحبِّ النبي عليه الصلاة و السلام أي نكير ، و كأن ليس لهم في الأمر ناقة و لا بعير ، فأين ما كانوا يتبجحون به من ادعاء استئثارهم بمحبة النبي عليه الصلاة و السلام ، مع أنه لا يُتصوَّرُ عقلاً وجود مسلم يؤمن بالله و رسوله و لا يحبهما ، فإن ذلك من لوازم الإيمان العقلية كما لا يخفى ، و الله أعلم ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم تسليماًُ كثيراً .
أمَّـا بعد فإنَّ فسادَ مذهب الغلاة من أهل التصوف لا يحتاج في تبيانِه إلاَّ إلى معرفة ذلك المذهب ، لأنَّ جُـلَّه ومعظمَه ممَّا تأباه النفوس السليمة و تنفر منه الفِطَر الصحيحة ، و تمجُّه الأذواق ، وتنبو عنه الأسماع ، و ليُعلم أن المراد من هذا البحث ليس أهل "التصوف" الحق المرادف لمعنى "الزهد" ، و إنما ما شاع و ذاع في بلاد المسلمين من تلبُّسِ كثير من المتصوفة بالبدع و الضلالات و العقائد الفاسدة ، و سيأتي بيانها .
و إن المرء ليعجب من تمكين القوى الاستعمارية للتصوف و أصحاب الطرق و توطئتها للخرافة في العالم الاسلامي في هذا العصر:ـ عصر الإنجازات العلمية ـ في وقتٍ نحن أحوج ما نكون فيه إلى المنطق العلمي و أساليب التقنية الحديثة ، و ما ذلك التمكين من أعداء الإسلام لدعاة التصوف إلاَّ لسببين رئيسيين هما :
1ـ أن التصوف الباطل كما هو معلوم يئِدُ روح الجهاد في المسلمين ، و يخذِّل المسلمين عن مجابهة عدوِّهم الفعلي .
2ـ أن التصوف هو قنطرةٌ للتشيُّع ، و معلوم أنَّ الرافضة ـ مذ كانوا ـ و هم عملاءُ لكلِّ عدوٍّ للاسلام و المسلمين ، بل هم كما سمَّاهم شيخ الاسلام ابن تيمية "حمير النصارى" يركبونهم للنيل من الاسلام و أهله ، كما هو ماثلٌ للعيان في هذا العصر .
و لذلك فسوف أوجِّه عدة أسئلة لصوفية هذا العصر ، لعلَّنا نجد في إجاباتهم شيئاً يفسِّر لنا بعض ما هم عليه من الباطل ، و هذه الأسئلة هي رؤوس أقلام فقط ، و سأكتفي منها بثلاثين فقط، مع أنَّه بالإمكان الزيادة من الأسئلة بقدْرِ ما أحدثوا من البدع ، و لعلَّ الاخوة يزيدون في تلك الأسئلة ما هو أحرى بالتوجيه و أجدر بالطرح ، فأقول ـ و بالله المستعان ـ :
1ـ هل الدين كامل بإكمال الله عز وجل له ؟ ، أم يحتاج إلى أن يزيد الصوفية عليه ما أحدثوه من و البدع و الزيادات ؟.
2ـ هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بل صحابته باتخاذ الطرق ؟، أم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك ؟.
3ـ هل كان السلف و الصحابة الكرام على منهج المتصوفة في اتخاذ الطرق؟ .
4ـ هل الدين يـأمر بالكسل و اتخاذ الزوايا و التكايا و ترك العمل ؟ .
5 ـ هل الدين يأمر بالتشرذم و التفكك و الافتراق ؟ و لماذا اتخاذ الطرق المختلفة ؟ و الله عز و جل يقول :
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]
6ـ هل جميع الطرق على سبيل نجاة أم واحدة ؟ فإن كانت كلها ناجية فما معتى تخصيص واحدة بالاتباع ؟
و إن كانت واحدة فليست احداهن بأولى من الباقي ، فما الدليل المخصِّص لها ؟ و على فرض أن الناجية واحدة فباقي الطرق لا تسلِّم لها بذلك .؟
7ـ ما قول الصوفية فيمن يعتقد بالحلول و الاتحاد كالحلاج و البسطامي أو بوحدة الوجود ـ كابن عربي و ابن سبعين و التلمساني ـ والذين يقتضيان بلا شك الكفر البواح و الردة الصراح ، فإن سلَّموا لمن يعتقدها فهم مثلهم ، و إن لم يسلِّموا فليتبرؤوا منهم .
8ـ ما قول الصوفية في عقيدة النور المحمدي حيث أنها تقتضي الاعتقاد بوحدة الوجود ـ و كذلك عقيدة الانسان الكامل ـ لعبدالكريم الجيلي ـ .
9ـ ما قولكم في الخرافات و الخزعبلات التي ينضح بها كتب الصوفية مثل طبقات الشعراني ( قصة الشيح وحيش ، و السيد البدوي ـ ؟ ) ، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلك الكتب !،و هل تلك الكتب أولى بالقراءة من كتاب الله عز و جل و سنة رسوله ؟.
10ـ ما قولكم في الشركيات التي تنضح بها كتب الصوفية ، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلكم الكتب !.
11ـ ما قولكم فيمن ادعى وصولَهُ لمرتبة اليقين و سقوط التكاليف عنه ؟ و أين هم من فعله عليه الصلاة و السلام ، و من قولِه حين سألته عائشة رضي الله عنها عن سبب اكثاره من قيام الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان ـ مع أن الله عز وجل غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ـ : (أفلا أكون عبدا شكورا) ؟ فإن كنتم تعتقدون أن أحداً يصل إلى مرتبةٍ تسقط فيها عنه التكاليف الشرعية فقد هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك ! .
12ـ ما قولكم فيمن يدعي تصرف الغوث و الأولياء و الأقطاب و الأبدال في الكون ؟ أو ليس
ذلك مشاركة لله عز و جل فغي خلقه ؟ أوَ ليس ذلك شركا أكبر مخرجاً من الملة ؟ فإن كنتم تعتقدون ذلك هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك ! .
13ـ ما قولكم فيمن يعمل الموالد ، و هل هم أحسن هَدياً من صحابة الرسول عليه الصلاة و السلام و السلف الصالح ، أوَ ليس أول من أحدث ذلك هم الرافضه العبيديون أعداء الاسلام ؟.
14ـ أول من تلقب بالصوفي هو جابر بن حيان الشيعي الاسماعيلي ، و عبدك الشيعي مما يضع علامات استفهام كبرى حول منشأ تلك النبتة ، و لا يُشعِر بحسن نية من أحدثها !.
15ـ ما قولكم فيمن يقوم لما يدعيه من وصول الحضرة النبوية في الموالد ، و هل يحضر الرسول عليه الصلاة و السلام فعلاً تلك الموالد في وقت واحد ؟ ، و هل يصح ذلك عقلا ؟.
16ـ مصادر التشريع عند المسلمين هما الكتاب و السنة ، و عندكم الكشوف والمنامات و الوساوس و الخطرات ، و حدثني قلبي عن ربي ، فهل هذا هو الدين ؟ .
17ـ ما قولكم فيمن يأمر المريد باستحضار صورة الشيخ و الاستمداد من قواه الروحية كالنقشبندية ، و هو ما يسميه بعضهم بالرابطة بين الشيخ والمريد ، ، أو ليس هذا شركا أكبر مخرجاً من الملة . (بل و من شرك التعظيم ، و له تعلُّقٌ بشرك الاستغاثة و التصرف) .
18 ـ ما قولكم في تكفير بعض الطرق بعضها لبعض .
19ـ ما رأيكم في تعاون الصوفية مع المستعمر الأجنبي ، و هل ذلك من الاسلام في شيء ؟، و أين الولاء و البراء ؟ .
20 ـ لماذا تتحاشون العلم الشرعي ، و تغطُّّون أعين تابعيكم عنه ، أم أنَّ ذلك لكونِه يفضح جهلكم أمام أتباعِكم ، أو ليس الاسلام يأمر بالعلم و يحث عليه ؟
21 ـ هل لبِسَ الرسول عليه الصلاة و السلام الخرقة أو ألبسها أحدا من أصحابه ؟.
22ـ لماذا هذا التشابه الواضح بين الصوفية و بعض الفلسفات الوثنية الشرقية القديمة كالغنُّوصية و البراهمة ، و هل المنبع واحد ؟
23 ـ ما سبب وجود بعض مظاهر الشرك لدى أتباع الطرق الصوفية مثل دعاء الأموات و الطواف بالأضرحة و القباب ، و مثل السحر و الشعوذة و ادعاء علم الغيب ، و هل ذلك من الاسلام في شيء ؟.
24ـ ما سبب التقارب بين الصوفية و أهل التشيع على مر التاريخ الاسلامي ، بل إن شيعة هذا العصر صفويي إيران تعود أصولهم إلى الطريقة الصوفية التي تشيعت و شيعت إيران و ما حولها ، و هل الروافض يستخدمون التصوف قنطرة لمذهبهم الخبيث ؟.
25 ـ لماذا توجد دائما بذور التشيع في التراث الصوفي ، مثلا : الطبقات للشعراني ، كتابات زيني دحلان ، و كتابات بعض الصوفية المعاصرين ...الخ .
26 ـ ما سر الدعم الغربي لدعوات التشييع في العالم الاسلامي ، و التي تستخدم كثيراً من سدنة التصوف في هذا العصر ، و الذين أصبحوا دعاةً للتشيع ، مثلاً : أحمد الحسونة الصوفي مفتي سوريا ، والصوفي تاج الدين الهلالي مفتي عموم مسلمي استراليا، والصوفي علي جمعة مفتي مصر الذي تمرَّرُ من حوله عقائد الرافضة من القول بتحريف القرآن و سب الصحابة و هو عن كلِّ ذلك مشغولٌ بسب الوهابية "السلفية" و تحليل ما حرَّم الله .
27ـ لماذا كان التصوف ـ في كثير من الأحيان ـ قنطرةً للإلحاد ، مثل : وحدة الوجود ، الحلول و الاتحاد ، الرفض ، الفناء ، النور المحمدي ، الرابطة ، دعاء الأموات و عبادة القبور .......ألخ .
28ـ لماذا هذا التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية و الإعلامية لنشر مثل هذا التوجه ؟
أم أنه لم يكن من قبيل الممكن لرافضة إيران التوجه إلى المتلقِّي السني ومخاطبته لسببين :
أ ـ وجود حاجز نفسي عند أهل السنة بحيث لا يقبلون شيئاً من عالم الرفض ، فقد وقَرَ في قلوب أهل السنة أن الرافضة أولى بالباطل ، و أنَّهم لا عقل لهم و لا دين لما يرون من الطوام المنسوبة إليهم .
ب ـ أن أهل السنَّة يُحَكِّمون الكتاب والسنَّة وهما مادَّة العقل الصحيح ، ممَّا يجعل حتى عوامِّهم يميِّزون الحقَّ من ضدِّه لدى الحكم على المذاهب المختلفة .
فلذلك فقد استخدموا دعاة التصوف لنشر التشيع في العالم الاسلامي مع العلم أنَّ ارتباط التصوف بالتشيع ارتباط قديم ، فمنذ زمن بعيد حاول الشيعة الدخول مع " الباب الخلفي للتشيع " و هو التصوف [ نقصد بذلك التصوف الطرُقي الباطل ، لا تصوُّف أهل السنة المرادِف لمعنى الزهد ]، و قد ألَّف في هذا المعنى العالم الشيعي مصطفى كامل الشيبي كتابه المشهور: (الصلة بين التصوف و التشيع ) .
واهتمام الروافض بعقد صفقة مع أهل التصوف الباطل يعود لعدَّة أمور :
أَ ـ أن يكون الخطاب قادماً من داخل البيت السني؟ لا من قِبل الرافضة، و بالتالي يكون مقبولا للوهلة الأولى .
بَ ـ بعض الطرق الصوفية تقبل بمظاهر كثيرة من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأقطاب والأبدال ،والإيمان بوحدة الوجود ، و غير ذلك.
جَ ـ أنَّ التصوف كما هو معلوم يلغي العقل ويجعل الشيخ هو الحاكم على مريده ، فمن اعترض على شيخه حُرِم ، والمريد في يد شيخه كالميت في يد مغسِّله كما يقول أهل الطريقة .
كما أنَّ هناك صلات كبيرة و خفيَّة بين أهل الطرق من الصوفية وبين الرافضة ،فهناك فرق صوفية دخلت في عالم التشيع كالبكتاشية و بعض الرفاعية ، وكثير من الطرق الصوفية تدعي النسب الشريف لمؤسسيها ، وارجع في ذلك إلى كتاب ( الصلة بين التصوف و التشيع ) لمصطفى كامل الشيبي الشيعي .
دَ ـ أن هناك قاسماً مشتركاً ماثلاً للأعين بين فريقي التشيع والتصوف ، و هو استغلال حب المسلمين لأهل بيتهم في استجلاب النذور والهبات والأعطيات وغيرها ، إذ أنَّ بعض الطرُقية من المتصوفة يستغلُّون مراقد أهل البيت ـ مثل مراقد الحسين و السيدة نفيسة والسيدة سكينة و السيد عائشة وغيرها في مصر ، و مراقد السادة آل با علوي في حضرموت وغيرهم في سائر بلدان العالم الإسلامي ـ في تحصيل سائر الغِلال غير المشروعة .
* ـ و قد كان للرافضة اهتمام كبير بنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة ، فقد ألَّف السيوطي رحمه الله ت 911هـ كتابه ( مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة ) حين قدم بعض دعاة الرافضة إلى مصر ساعيا إلى نشر مذهبه في صفوف أهل السنة تحت جلباب التصوف .
ـ في القرن العاشر الهجري تمَّ تشييع إيران عن بكرة أبيها بالحديد والنار في عهد اسماعيل الصفوي أول السلاطين الصفويين ، و عن طريق دراويش الطريقة "الصفوية" الصوفية التي أنشأها جدُّ اسماعيل الصفوي المذكور .
ـ وذكر الشوكاني رحمه الله ت 1250هـ قدوم بعض رافضة فارس إلى اليمن لبث الرفض بغطاء صوفي ، مما حدا بالشوكاني رحمه الله إلى السعي الحثيث لإخراجه من البلاد .
ـ و في حضرموت مع أن أكثر أهلها ـ و لله الحمد ـ من أهل السنة و الجماعة فقد استغل الرافضة قبل أكثر من ثلثي قرن ما اقترن بعهد الاحتلال السوفيتي لتلك المنطقة من محاربة لتدريس العلم الشرعي ، فأسَّسوا مدرسةً صوفيةً تميل إلى الرفض ، و قد نذرت نفسها لمحاربة أهل السنة ، وكان من أكبر دعاتها شخص يعرف باسم ابن عقيل الحضرمي صاحب كتاب (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ) ، و قد شنَّع فيه على المحدثين لعدم فبولهم أحاديث الرافضة ، و ظهرت في كتبه معالم التشيع الصريح .
*ثمَّ خرج من ضئضئِه مدرسة صوفية اتَّسَمت بِسِماتٍ عدَّة :
1ـ محاربة العقيدة الصحيحة الصافية النقية ، وكبار دعاتها كشيخ الاسلام ابن تيمية ،و الشيخ محمد بن عبدالوهاب و غيرهم رحمهم الله ،والسخرية من تركيزهم على الثوبت العقدية .
2ـ نشر التصوف و الخرافات و الأساطير و الرموز و الاصطلاحات الصوفية ،وتقديس رموز التصوف من ملاحدة الصوفية الداعين إلى وحدة الوجود كابن عربي والتلمساني و ابن الفارض و الشعراني صاحب "الطبقات" و غيرهم ، وهذه الطبقات مع كتب ابن عربي تعد من أهم مراجعهم .
3ـ التشبث بالفكر الاعتزالي لا سيما في نفي أسماء الله الحسنى و كذلك صفاته عز وجل .
4ـ وصم أهل السنة بعدم محبة أهل البيت ، مع أن أهل السنة لا سِيَّما الحنابلة ـ الذين منهم شيخا الإسلام ابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب ـ يجعلون الصلاة عليهم من واجبات الصلاة التي من تركها عمدا بطلت صلاته .
حتى قال قائلهم في أهل البيت :
يكفيكم في الورى فخرا بأنكم من لم يُصَلِّ عليكم لا صلاة له
5ـ تخصيص لباس خاص لأهل البيت إذ أنهم يذكرون أنهم ينتسبون فيما يذكرون لأهل البيت .
6ـ الدعوة إلى تقديس أهل البيت والغلو فيهم .
ــ ثم بعد ذلك نبغ بعض المتعالمين من الصوفية الذين وجهوا أقلامهم و ردودهم للنيل من علماء السلف و كذلك من علماء الدعوة الإصلاحية ، لاسيما المعاصرين منهم كالعلامة ابن باز و الشيخ ابن منيع وغيرهم ، و من كتبهم في ذلك ( الصاروخ الهزاز في الردعلى ابن باز ) و ( الرد الممتاز ) و غيرها .
ـ وفي هذا العصر رأى رافضة فارس أن من أحسن السُّبُل لنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة التنسيق مع دعاة المدرسة الصوفية المتشيعة في سبيل "أمـرنة" العالم الإسلامي.
* والذي يظهر أن هؤلاء الدعاة قد تقاسموا الأدوار فيما بينهم ، فعلى رأس هؤلاء المتصوفة الذين نذروا أنفسهم لمحاربة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص :
1ـ السيد محمد "عـلوي" المالكي المغربي الأصل ، و هذا كرَّس نفسه لغرس و رعاية الغلو في الرسول عليه الصلاة و السلام في نفوس الناشئة ، و ألف في ذلك الموالد ، كما يقوم و معه بعض أتباعه بإقامة الموالد ، و من طرائفه في ذلك القيام في موالده بعد الابتداء بالبوصيرية زاعماً أن الرسول يحضر عند ذلك [ الجنون فنون ].
و له جهودٌ غير مشكورة في بث دعوته في أندونيسيا ، كما افتَتَح مؤخرا جامعة (مدينة العلم في علوم أهل البيت ) التي أقامها الإيرانيون لبث المذهب الرافضي في أندونيسيا ، و للمعلومية فالسيد المالكي قد أعلن منذ زمن أنه وصل إلى مرتبة " اليقـين" ، وهي مرتبة عندهم تسقط فيها الواجبات عن العبد وتحل له المحرمات ؟ حسب مذهبهم و لله الحمد .
2 ـ الحبيب عمر بن حُفَيظ ، و هو متخصص في الروحانيات و الرموز و المصطلحات الصوفية ، وقد خُصِّصَ َلهُ برنامج دوريٌّ في قناة اليمن ، وهو شيخ الجفري و السقاف الآتي ذكرهما ، وكلمة الحبيب تعني مرتبة من مراتب الولاية عندهم .
3ـ "حسن" السقاف ، و له نشاطٌ غير مشكور في التأليف في بدعته ، و هو فيما يظهر مترفض ، فقد اعترف على قناة المستقلة بأنه يتبع الوصي؟ و هذا كما هو معلوم مصطلح رافضي ، كما أنه يقع في الصحابة ـ عليه من الله ما يستحق ـ ، و هو يقيم في الأردن و يملك ويدير هذا الغريب النازح عن وطنه دار النووي للبحوث و النشر؟ ، و قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة ، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، إلاَّ أن هذا السقاف فيما ظهر للناس ساقط علما و خلقاً و تافه لا يُؤبه له ، بل يظهر أنه كحال الرافضة يدين الله عزو جل بالكذب ، [ بل قد سقط سقوطاً ذريعاً و باء بالخزي أمام الأشهاد ،وأسقِط في يده ، حين كشف الشيخ عدنان عرعور حفظه الله حقيقة مذهبه وجوهر نحلته فأظهر تسجيلاً صوتيا له يحادث فيه علماء الرافضة و يحرِّضهم على المسلمين ، ويعرض عليهم خدماته في صياغة أساليب الرد على أهل السنَّة ذاكراً أنه أعلم بالرد عليهم ؟ ] .
4ـ الحبيب "عـلي" زين العابدين الجَفْري و هذا قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة ، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله و رموزالدعوة الإصلاحية السلفية ، و هذا الأخير ممثل مُجيد ، و متقمِّصٌ جيد للأدوار المناطة به ، وكثيراً ما يفتعل الخشوع و أحيانا البكاء ولو في غير محله ، و كثير التباكي على أهل البيت و ما حلَّ بهم من التنكيل ـ فيما يزعم ـ بغرض التوطئة للرفض ، و قد جيء بهذا الأخير من حضرموت ، ووُطِّئ له في مصر و فُتِحت له الفضائيات لنشر بدعته، مع صغر سنه وقلة علمه حتى في بدعته ، مع أن العلماء والدعاة تشيب رؤوسهم و لم يعرفهم أهل بلدهم .
5ـ الصادق المهدي السياسي المعروف و زعيم المعارضة السودانية و هذا الأخير له صلات قويَّة بالخميني ، بل و له اتصالات قوية به حتى قبل تسلمه زمام السلطة ، ولا تزال صلاته قائمة بالحكومة الإيرانية ، ولا أدري هل هو من هذه الزمرة كما تدل عليه كثير من القرائن ، أم حاله كحال كثير من الجماعات الإسلامية التي اغترَّت بتلك الدولة الطائفية المارقة من الإسلام .
ـ و هناك غيرهم كثيرٌ لا نرى من المصلحة ذكرهم في هذا الوقت عسى الله أن يهديهم أو يكفَّ شرَّهم عن الإسلام و المسلمين .
* نقاط الإلتقاء بين رافضة فارس والمدارس الصوفية المتشيعة في العالم الاسلامي :
أَـ مصدر التلقي عند الفريقين غير الكتاب والسنة، فعند الشيعة مصادر التلقي هي المرويات المنسوبة لأهل البيت ، أو رؤية الغائب وهو المهدي ، وعند الصوفية الوجدان ، و التروُّح ، والانفعالات ، والإيحاءات الغيبية المزعومة ، و المنامات ، و الاتصال بأرواح الأقطاب والأبدال ،و الالتقاء بالغائب [و هو ها هنا الخضر أو إلياس ، أو الرؤية المزعومة للرسول عليه الصلاة و السلام ] .
بَ ـ الغلو في آل البيت .
جَ ـ عبادة الأضرحة والقبور .
دَ ـ رفع شعار نشر علوم أهل البيت ، [ سبحان الله وهل أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً عن أمته و أطلَع عليه أهل بيته ، فأين العهد الذي أخذه الله عزوجل على النبيين عليهم السلام أن يبلغوا ما أنزل إليهم من ربهم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته } ] .
29 ـ ما سبب وجود كثير من المحرمات لدى أتباع الطرق الصوفية مثل الاختلاط في الموالد بين الرجال و النساء و الغناء و المزامير و صحبة المردان و غير ذلك .
30 ـ عندما أقدمت بعض الأقلام المأجورة و الدول المثبورة على سبِّ النبي عليه الصلاة و السلام لم نجد من أولئك الصوفية المتبجحين بحبِّ النبي عليه الصلاة و السلام أي نكير ، و كأن ليس لهم في الأمر ناقة و لا بعير ، فأين ما كانوا يتبجحون به من ادعاء استئثارهم بمحبة النبي عليه الصلاة و السلام ، مع أنه لا يُتصوَّرُ عقلاً وجود مسلم يؤمن بالله و رسوله و لا يحبهما ، فإن ذلك من لوازم الإيمان العقلية كما لا يخفى ، و الله أعلم ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم تسليماًُ كثيراً .
محمد المبارك
ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89143
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق