نقد نظريتي الكشف والفيض عند الصوفية وعلاقتهما بالسحر (الطريقة الخلوتية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتههنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله و كفى و الصلاة و السلام على عبده الذى اصطفى .
و بعد ...
فقد جاءني سؤال في أحد المواضيع عن الإمام الغزالي رحمه الله وغفر له فرأيت أنه من حق الله علينا أن بين حال الرجل الذي يقال أنه تاب في نهاية حياته والله أعلم
(أبو حامد) رحمه الله وغفر له
وهو من العلماء الذين تأثروا بالفلسفة والمنطق الأرسطيين للدفاع عن الدين شأن سائر علماء الكلام في هذه المرحلة.
ثم انتقل إلى التصوف مع احتفاظه بالانتماء إلى المذهب الأشعري كما يتضح في محاولته التوفيق بين التصوف والمذهب الأشعري ليصبح أحد مؤسسي التصوف الأشعري وفي هذه المرحلة تأثر بالفلسفة الأفلاطونية شأن أغلب علماء الصوفية.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وكان مما جاء السؤال استفسار عن بعض ألفاظه التي كررها في كتبه والله المستعان فجرى الرد بعون الله وحده...
اقتباس:
ويعنى ايه الكشف والفيض؟
الله المستعان ... ولتصبري معي وتتمعني في الكلام طالما سألت والله الموفق إلى الحق:
الكشف والقبض من النظريات الفلسفية الدخيلة على الدين الإسلامي ومن تأمل الفلسفات اليونانية والهنديه التي سبقت الصوفية وجد أنهم هداهم الله قد نقلوا لنا زبالات الأفكار حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الكفر عياذا بالله
فنظرية الكشف الصوفي:
والتي تبناها أبو حامد الغزالي (شأن أغلب الصوفية)،
وقصد بها أن العابد إذا استخدم الرياضة الروحية بدون استخدام الحواس والعقل قال: فإذا فعلت ذلك يرق الحجاب بينك و بين خالقك حتى يزول فيتلقى الإنسان المعرفة (الوحي) تلقائياً مباشرة من الله بدون واسطة من الحواس والعقل، ولا يخفى أن هذا ضلال مبين مخالفة للنصوص الشرعية لأن الدين قد اكتمل وانقطع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم
وقد عبر أبو حامد الغزالي عن الكشف بالقلب كوسيلة للمعرفة، فالقلب عنده ليس الجسم المادي المحسوس الموجود في صدر الإنسان، إنما هو (لطيفة روحانية تمثل حقيقة الإنسان حسب تعبيره).
وهذا أيضا خطأ فادح قد رفضه أهل السنة ولا يكون الوحي إلا للأنبياء لأنه ليس أمرا مكتسبا
فهل يعقل أنني عن طريق الرياضات الروحية والخلوة والصمت لأيام والجلوس في الشمس واليوجا و ..... أستطيع الوصول إلى رفع الحجاب بيني وبين ربي ؟؟؟؟!!!!
والجدير بالذكر هنا أن المتصوفة لما لم يصلوا إلى هذه الدرجات التي اخترعوها كذبا على الله ، لجأوا إلى كثير من أنواع السحر لمعرفة بعض المغيبات التي تدلهم الشياطين عليها بما شاء الله فيوهمون السذج من العامة أنهم يأتيهم الإلهام أو (الكشف) عن الله فيفيض الله على عقولهم بالعلوم والفتوحات الربانية زما هي إلا شيطانيات يضلون الناس بها.
وعلى رأس هؤلاء الكذابين أرباب ما يسمى بالطريقة الخلوتية والتي يرأسها فضيلة شيخ الأزهر الحالي وإنا لله وإنا إليه راجعون
وهي طريقة تشارك عموم المتصوفة في ابتداع الأوراد والأذكار، ووضع كيفيات لها، وتعيين أوقات لممارستها على نحو غير معهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن الصحابة رضوان الله عليهم.
مع اشتمال مجالسهم على الاستعانة بالرسول صلى الله عليه وسلم وببعض مشايخهم حيث يطلبون منهم المدد
علانية جهاراً كقولهم:"مدد يا أبيض الوجه - سيدي (مسافيسي) مدد مدد، ولا أدري من سيدهم ((مسافيسي)) هذا ولا أظنه إلا مارد من شياطين الجن ، وشر البلية ما يضحك... ولكن من الممكن أن نسأل الدكتور أحمد الطيب هداه الله
وهذا كما لا يخفى عليكم هو الشرك الأكبر بعينه وهو مخرج من الملة بغير تعيين أحد بعينه حتى تقام عليه الحجة.
وأما نظرية الفيض
فهي من النظريات الفلسفية وعلى اساسها يرى أبو حامد الغزالي غفر الله له وهو على كلام الفلاسفة يأخذ بالقول بأن هناك عالمين: عالم جسماني سفلي وعالم روحاني عقلي علوي،
غير أنه يطلق على الأول اسم عالم الملك (الشهادة)
وعلى الثاني اسم عالم (الغيب).
كما أنه يضيف عالم يتوسطهما هو عالم الجبروت كمقابل للبرزخ.
- وكان يرى أن الله تعالى صدر عنه عقل لأنه فياض على كل كائن وجوده، ولكنه لم يحدد كيفية صدور العقول عن هذا العقل، فضلاً عن أنه يرادف بين الفيض والأمر الإلهي. وهذا ضلال مبين فصفة العقل هذه ليس عليهل دليل من الكتاب ولا السنة ولا الإجماع ، ثم إن أسماء الله وصفاته لا تثبت بالعقل وإنما تثبت بالشرع.
- ويدلل على أن العقل هو أول درجات الفيض أي بالعلوم الربانية وهذا خطأ أيضا فالله والعلم الصحيح لا يعرفان بالعقل وإنما بالشرع فكم من عاقل لا يعرف الله
- ثم يوضح الغزالي درجات الفيض بعد العقل وهي النفس فالهيولي ويطلق على العقل اسم القلم وعلى النفس اللوح المحفوظ.
وهذا تأويل وتحريف باطل أيضا من ضلالات الفلاسفة.
- كما يرى أبو حامد الغزالي أن العقول صدر عنها العالم الجسماني بواسطة النفوس.
وهذا باطل بل من أبطل الباطل الذي يوصل بمنطق الفلاسفة إلى القول بأزلية العلم وقدمه وأنه لم يخلق وهذا كفر مبين
وأخيرا أعتذر عن الإطالة ولكن التصوف والفلسفة وجهان لعملة واحدة وبابان لطريق واحد نهايته الكفر لمن أراد أن يقطعه كاملا
و من أراد الحق فسيجد بما لا يدع مجالا للشك أن أشهر الذين يدعون علم الغيب و امتلات كتبهم بذلك هم الصوفية، فقلما تجد شيخا من شيوخ الصوفية لا يدعي علم الغيب و أن الحجاب قد كشف عليه، أو كما قال الشيخ الزغبي حفظه الله (رفع عنه اللحاف)
وحتى لا يظن أحد أننا ندعي على القوم فلننقل لكم من كتبهم بعضا من ذلك:
يقول أحمد بن محمد المالكي الصاوى (كان شيخا للطريقة الخلوتية) فى حاشيته شرح الخريدة البهية ص 149 (( ..... سيدي محمد الخلوتي .... أخذ عن الشيخ دمرداش فأحبه و قربه و شغلة بالطريق و أخلاه ( اى ادخلة الخلوة )) مرارا ، و ظهرت نجابته وجد و اجتهد و اشتهر و تلقى عنه علم الاوفاق و الحرف و الزيرجة و الرمل فأتقن ذلك .....))
الزيرجة - طرق معقدة تستخدم لمعرفة أجوبة المسائل -
و الرمل- الخط فى الرمل خطوطا معينة لمعرفة بعض المغيبات - فهى من الطرق المعروفة عند الكهنة لمعرفة الغيب و هى من الطرق المحرمة في الإسلام بل وكل الأديان.
يقول بن عابدين فى حاشيته ص 4/242
(( الكاهن من يدعى معرفة الغيب بأسباب ، و هى مختلفة فلذا انقسم إلى أنواع متعددة كالعراف و الرمال و المنجم و هو الذى يخبر عن المستقبل بطلوع النجم و غروبه و الذى يضرب بالحصى ، و الذى يدعى أن له صاحبا من الجن يخبره عما سيكون ))
و كلام بن عابدين رحمه الله واضح فى الرمل و إنما يستخدمها الكهان الذين هم أولياء الشيطان و لا يمكن لولي الشيطان أن يكون وليا للرحمن .
يقول الخطابي (( الكهنة قوم لهم أذهان حادة و نفوس شريرة و طباع نارية فألفتهم الشياطين ، لما بينهم من التناسب فى هذه الامور )) انتهى كلامه رحمه الله .
إيهٍ و ربي فإن الصوفية نفوسهم شريرة ابتعدو عن الشريعة و حكمها لذلك احبتهم الشياطين و قربتهم و لم تبخل عليهم بما تستطيع حتى تضمن ولاءهم لها و عدم تفرقهم عنها .
قال تعالى (( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع و أكثرهم كاذبون ))
و قال تعالى (( و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين و إنهم ليصدونهم عن السبيل و يحسبون أنهم مهتدون ))
وفي هذا القدر الكفاية والله أعلم
نصيحة :
في كتاب ابن القيم إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان وكذا كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي رحمهما الله الشيء الكثير في نقض هذه الفلسفات الشركية بفضل الله تعالى
وها هما هدية للتحميل بفضل الله:
كتاب : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
المؤلف : الامام العلامة ابن القيم
بعناية : محمد سيد كيلاني
الناشر : مكتبة دار التراث
جزى الله خيرا من قام بتصوير الكتاب و رفعه على الشبكة ...
رابط التحميل :
http://www.lisaanularab.com/washnan/...tat-lahfan.rar
..............................
الكتاب: تلبيس إبليس
المؤلف: الإمام، أبي الفرج، عبد الرحمن بنُ عليّ بن الجوزي
دراسة وتحقيق: د. أحمد بن عثمان المزيد
إشراف: فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك
نبذة: رسالة دكتوراه [دراسة للكتاب وتحقيقه من أوله إلى منتصفه]
الناشر: دار الوطن - الرياض
الطبعة: الطبعة الأولى 1423 هـ - 2002 م (طبعة فاخرة)
عدد المجلدات: 3 مجلدات (تم دمجهم للحفاظ على الترتيب)
الحجم: 21 ميجا
للتحميل:
الواجهة: اضغط هنـا
القسم الأول (المقدمة والدراسة): اضغط هنـا
القسم الثاني (النص المحقق): اضغط هنـا
صفحة الكتاب: ( http://www.archive.org/details/talbis )
جزاكم الله خيرا ولا تنسوني من دعائكم بظهر الغيب
وكتب أبو أنس = حادي الطريق
عفا الله عنه وعنكم ... آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق