الحياء النبوي [1]
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه - يقول: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدرها، وكان إذا كَرِهَ شيئًا، عرَفْناه في وجهِه"؛ رواه الشيخان، واللفظُ لمُسلِم[2].
المُفرَدات:
العذراء: البِكْر، من العُذْرة، وهي جلدة البكارة.
الخِدْر: السِّتر وزنًا ومعنى، وأخدرت الجارية: لزِمَتِ الخدرَ، وأخدرها أهلُها وخدَّروها: ستَروها وصانوها عن الامتِهان والخُروج لقَضاءِ حوائجها.
مكانة الحياء النبوي:
حاولنا أن نُبيِّن في الجزء الماضي مكان الحياء من الإيمان، ونحاول أن نبيِّن في هذا الجزء مكان الحياء النبوي من الإنسان الكامل الذي صنعه الله على عينه، وصاغه بيدِه الكريمة من مكارم الأخلاق.
ومهما نبلُغ الجهد من هذه المُحاوَلةِ، فلن نصيب منها إلا بمقدار ما نلمُّ من أخلاق هذا الإنسان الكريم، الذي أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه، ثم أثنى عليه بقوله الحق: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
درجات الحياء:
من الحياء ما هو غريزيٌّ جبليٌّ، ومنه ما هو تربوي مُكتَسبٌ، ويقع هذا الثاني على أنحاء ووجوه شتى، أبلغها ابن القيم في "مدارج السالكين" عشرة: حياءُ جِناية، وحياء تقصير، وحياء إجلال، وحياء كَرَمٍ، وحياء حشمة، وحياء استِصغارٍ للنفس واحتقار لها، وحياء محبة، وحياء عبودية، وحياء شرفٍ وعزة، وحياء المُستَحي من نفسه.
أجمل ابن القيم هذه الوجوه، ثم أخذ يُفصِّلها تفصيلاً[3].
سموُّ الحياء النبوي:
وسنرى بعد أن نَعرِض طرفًا يسيرًا من سيرته - صلوات الله وسلامه عليه - كيف آتاه الله تعالى، من الحياء الجبلِّي أعدلَه وأجملَه، ومن الحياء الكسبي - على اختلاف وجوهه - أجزلَه وأكملَه؟!
وكيف كان حياؤه يُهيمِن عليه في سرِّه وجَهرِه، وسائر معاملته مع ربه ونفسه، وأهله وعشيرته، وصحابته وأمته، منذ نشأته الأولى إلى أن ألحقَه اللهُ بالرفيق الأعلى؟!
ثم كيف كان هذا الحياء النبوي العَجيب، لا ينالُ من بعيد أو من قريب شجاعتَه وإقدامه ودعوته إلى الله بالحِكمة والمَوعِظة الحسنة، وغضبَه لله - عزَّ وجلَّ - وتعظيمه لحرمات الله، وشدة غَيرته على دين الله، وجهاده للكُفار والمنافقين وغِلظته عليهم كما أمره الله سُبحانه؟!
عظمة هذا الحياء واتِّساقُه مع الفضائل النبوية:
ولئن صحَّ ما قيل: إن الشجاع لا يكون حييًّا؛ لأن الحياء يَمُت إلى الجُبن بنسب - إن هذا لا ينبغي لمن جمَّله الله بالمكارم، وزيَّنه بالفضائل، وجعلها فيه - كاملة مكمَّلة - على اتِّساق وتضافُر، لا يبغي بعضها على بعض، ولا تَنقُص واحدة من صاحبتها فتيلاً، وممَّا لا موضعَ للجدل فيه أنه كان - صلوات الله وسلامه عليه - أعظم الناس شجاعة وإقدامًا، مع أنه كان أشدَّهم حياءً، وأكثرَهم عن العورات إغضاءً.
والصواب أن الحياء وسط بين الخجل والوقاحة، وهو من الفضائل التي تَنتظِمها العفَّة - كما قال ابن مسكويه - وليس الجبنُ منه في شيء، والخجل: حَيرة النفس لفرْط الحياء، والوقاحة: لجاج النفس في تعاطي القَبيح.
وأيًّا ما كان الحياء، فإنه محمود ما لم يُفضِ بصاحبه إلى منقصة، أو يَحول بينه وبين مَكرُمة، وما كان حياء النبي - صلى الله عليه وسلم - على شدَّته ليَحُولَ بينه وبين مكرمة ولا فضيلة، بل كان على العكس من حياء الناس، يُظاهِره على الفضائل، ويُعاوِنه على المكارمِ، في رفق وأناة، وعِلم وحكمة.
حياء العبودية مع الله - عز وجل -:
ها نحن أولاء نقرأ من معاملته - صلى الله عليه وسلم - لربه وعبادته له، أنه كان يقوم الليلَ حتى تورَّمت قدماه، فيُقال له: يا رسولَ اللهِ، أُتكلَّف هذا وقد غفَر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟! فيقول: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا؟))[4]، وسمِّ هذا إن شئت: حياء العبودية، وهو مَزيج من المحبة والخوف ومُشاهَدة التقصير في حق العلي الكبير - جل ثناؤه - وأن العبد إن جد في عبادته، فهي دون ما ينبغي لجلال وجهه - سبحانه لا نُحصي ثناء عليه - وإن شئتَ فسمه: حياء الإجلال، وهو حياء المعرفة، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه، لا جَرَم أنه - صلى الله عليه وسلم - أعرف الناس بربه، وأعلَمُهم به، وأخشاهم له.
حياؤه - صلى الله عليه وسلم - مع الناس:
ونقرأ فيما نقرأ من معاملته للناس أنه لم يُجابه أحدًا قطُّ بما يكره[5] حياءً وكرمَ نفْسٍ؛ فإذا أتى أحد ما لا يُحبُّ، تغيَّرَ وجهُه وعُرف ذلك منه[6]، وإذا بلغه عن أحد ما يَكرهه، لم يَقُل: ما بال فلان يقول كذا؟ ولكن يقول: ((ما بال أقوام يَصنعون كذا أو يقولون كذا؟))[7]، يَنهى عن الشيء ولا يُسمي فاعله[8]، دخل عليه رجل به أثر صُفرةٍ كَرهها، فلمَّا خرج قال: ((لو قُلتم له يَغسِل هذا))[9].
ولم يكن - لشدة حيائه - يُثبت بصرَه في وجه أحد، وكان يُكني عما اضطره الكلام إليه مما يكره، وما عُرِف عنه تصريح بمباشرة النساء قطُّ، اللهمَّ إلا في حدود الله - عز وجل - كما في حديث الذي اعترف بالزنا وجاء إليه ليُطهِّره بإقامة الحد، فقال له: ((لعلك قبَّلت أو غمَزت أو نظرتَ))، فلمَّا رآهُ مُصرًّا قال: ((أفعلت كذا؟)) لا يُكني[10]، وسبب هذا التصريح الذي لا مناص منه أنه كان يدرأ الحدود بالشبهات.
وما رئي مادًّا رِجله بين أصحابه قط، وما كان في جِدِّه ومزحه فاحشًا ولا متفحشًا ولا سخابًا بالأسواق[11]، وما جزى بالسيئة سيئةً، ولكن كان يعفو ويصفح[12]، وما انتقم لنفسه قط إلا أن تُنتَهك حرماتُ الله[13]، وكان يبدأ أصحابَه بالسلام والمُصافَحة، ولا يَنزِع يده قبل أن ينزعها مَن صافَحه[14]، وربما استوقفته الأمَة أو العَجوز في الطريق وكلَّمتْه، فلا يَنصرِف قبل أن تَفرغ مِن حَديثِها[15].
وما مسَّت يدُه يدَ امرأةٍ قطُّ إلا أن تكون زوجًا أو مَحرَمًا[16]، وما ضرَبَ بيدِه الشريفةِ خادمًا ولا امرأةً[17]، وخدَمه أنس - رضي الله عنه - عشر سنين - مدة إقامته بالمدينة - فما قال له مرةً: أفٍّ! ولا لشيء صنَعه: لمَ صنعتَه؟ ولا لشيء تركه: لمَ تركتَه؟[18].
وفي هذا دليل على كياسة أنسٍ ونباهتِه وفطنتِه وحُسنِ اختيارِ أمِّه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد قدِمَت به صبيًّا يتيمًا لا يعدو العاشرةَ، وقالت له: هذا خُويدِمُك أنس، فتقبَّله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها، ولم يُحدِّثنا التاريخ - ولن يُحدثنا - بمثل ما حدثنا به من أدب هذا الخادم ومكارم ذلك المَخدوم، ولكن كثيرًا ما حدَّثنا أنه إذا حَسُنت أخلاقُ أحدهما، ساءت أخلاق صاحبِه!
وفي قصة زواجِه بابنةِ عمَّتِه زينب بنت جحش - كما أمره الله تعالى - مثَلان بليغان من شدة حيائه وكرم نفسه - صلوات الله وسلامه عليه.
أوحى الله إليه أن زيد بن حارثة - وكان يَتبناه قبل الرسالة - سيُطلِّق زينب ويتزوجها هو - صلى الله عليه وسلم - ليُبطِلَ الله على يدَيه شريعةً فاسدة من شرائع الجاهلية، وهي تحريم نكاح حليلة المُتبنَّى، وكان زيد كثيرًا ما يَشكو تعاليَها وترفُّعَها عليه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول له: ((أمسك عليك زوجكَ)) ويَستحي أن يُخبِرَه بما قضى الله في شأنهما؛ انتظارًا للأمر الفصل من الله - عز وجل - وقد عاتبَه ربه على شدَّة هذا الحياء التي جاوزت الأَولى به[19]، ولو كان - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا من الوحي - وحاشاه - لكتَم هذه الآية التي اشتدَّت في العتاب عليه شدةً لم تَبلُغها شدةٌ في القُرآن الكريم كله[20].
حياء الكرم:
وابتُلي هذا الحياء النبوي بثلاثة نفر تخلَّفوا عن القوم الذين طعموا في وليمة زينب، بعد أن زوجه الله إياها؛ ﴿لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ﴾ [الأحزاب: 37].
جلس هؤلاء النفرُ يتحدَّثون ويَسمرون، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يتهيأ للقيام، ثم يقوم فينصرف القوم أرسالاً، وهؤلاء في مَجلِسِهم وسَمرهم لا يتحرَّكون، حتى تنبهوا آخر الأمر إلى تردُّده - صلى الله عليه وسلم - والحياء يَكسُو وجهَه دون أن يُحرِجهم بكلمة، وعلى أثر خروجهم نزلت آية الحجاب[21]: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ﴾ [الأحزاب: 53]، ويُسمِّي ابنُ القيِّم هذا الضرب من الحياء: حياءَ الكرم.
حياء الشرف والعزَّةِ:
وكان - صلوات الله وسلامه عليه - يستحي ممَّن سأله، حتى ليُخيَّل لمن يراه أن المعطي هو الآخذ، وهذا حياءُ الشرفِ والعزة، وهو حياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قَدرِها من بذل أو عطاء أو إحسان، حتى إنَّ بعض الكرام لا تُطاوعه نفسه بمواجهته لمن يعطيه حياءً منه، وقد بلَغَ من حيائه هذا أنه ما سُئل شيئًا قطُّ فقال: لا[22]، إما أن يجيب سؤاله أو أكثر منه، وإما أن يردَّ سائله بمَيسور من القول إن لم يكن عنده شيء، كذلك الذي سأله فقال: ((ما عندي شيء، ولكن ابتَع عليَّ، فإذا جاءنا شيء قضيناه))، وكان يُعطي عطاءَ مَن لا يَخشى الفاقةَ.
حياؤه - صلى الله عليه وسلم - في بيتِه وخَلوته:
وأما حياؤه في بيته وخلوتِه، فحسْبُكَ أنه ما عاب طعامًا قطُّ؛ إنِ اشتَهاهُ أكَلَه، وإلا ترَكَه، وما رأى أحد من نسائه عورتَه قطُّ، وهذه عائشة أحب نسائه إليه تقول: "ما رأيتُ منه ولا رأى مني"[23]، وقد طوتِ العورةَ وستَرتْها في تعبيرها هذا؛ حياءً وأدبًا مُقتبَسَينِ من مكارم النبوَّةِ.
حياؤه - صلى الله عليه وسلم - في النشأة الأولى:
ذلك طرف يسير من أنباء حيائه - صلى الله عليه وسلم - منذ أن شرَّفه الله تعالى بالنبوة إلى أن ألحقه بالرفيق الأعلى، وأما حياؤه في النشأة الأولى، فحسْبُنا ما حدَّث به أصحابَه قال: ((ما هَممتُ بشيء ممَّا كان أهل الجاهلية يفعلونه غير مرتين، واللهُ يَحول بيني وبين ما أريد؛ قلت لغلام كان يرعى معي: لو أبصرتَ لي غنمي حتى أدخل مكة فأَسمُر بها كما يَسمُر الشابُّ، فخرَجتُ حتى سمعتُ عزفًا بالدفوف والمزامير لعرسِ بعضِهم، فجلستُ أنظر، فضُرب على أذني فنِمتُ، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، فرجعتُ ولم أقضِ شيئًا، ثم عرَاني مرةً أخرى مثلُ ذلك، ثم لم أهمَّ بعد ذلك بسوء حتى أكرمني الله برسالته))[24].
هذا قليل مِن كثير ممَّا رواه الثِّقاتُ الأثباتُ مِن أنباء هذا الخُلقِ النبوي العظيم، ولكنْ فيه لمن أراد أن يأتسيَ أسوةٌ حسنة وبلاغ.
المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي
[1] مجلة الأزهر، العدد الثالث، المجلد الخامس والعشرون (1373).
[2] أخرجه البخاري (6102) في كتاب الأدب، ومسلم (2320) في الفضائل، والترمذي في شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم - (358).
[3] انظر: مدارج السالكين (2: 144).
[4] أخرجه البخاري (1130)، (4837)، ومسلم (2819)، (2820).
[5] كما دلَّ على ذلك حديث أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلَّمًا يواجه رجلاً في وجهه بشيء يَكرَهُه"؛ أخرجه أبو داود (4182)، والترمذي في الشمائل (346).
[6] لأن وجهه - صلى الله عليه وسلم - كالقمر ليلة البدر، وما يكرهه كالغيم يبدو عليه (طه).
[7] عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغه عن الرجل شيء لم يَقُلْ: ما بال فلان، ولكن يقول: ((ما بال أقوام يقولون كذا وكذا؟))؛ أخرجه البخاري (6101) في الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب، وأبو داود (4788).
[8] كما ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري (5063)، ومسلم (1401) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه.
[9] رواه أحمد في "مسنده" (3: 133) (12367)، والبخاري في "الأدب المفرد" (437)، وأبو داود (4182)، (4789)، والترمذي في "الشمائل" (346)، وهو حديث حسن، ولفظه عند أحمد من حديث أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على رجل صفرةً، فكَرهها، قال: ((لو أمرتُم هذا أن يغسل هذه الصفرة))، قال: وكان لا يكاد يواجه أحدًا في وجهه بشيء يكرهه.
[10] من حديث رواه البخاري (6824).
[11] الفحش والتفحُّش: النطق بالألفاظ الفاحشة المتصلة بالعورات، وما يجب ستره من الأفعال، والسخب في الأسواق: رفع الصوتِ فيها.
[12] روى الترمذي في "السنن" (2016) وقال: حسن صحيح، وفي "الشمائل" (347) وابن حبان (6443) عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا، ولا مُتفحِّشًا، ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يَجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح".
[13] روى البخاري (3560) و(6126) و(6786) و(6853)، وفي "الأدب المفرد" له (274)، ومسلم (2327)، وأبو داود (4785) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منتصرًا من مظلمة ظُلمها قطُّ، ما لم يُنتهك من محارم الله شيء، فإذا انتهك من محارم الله شيء كان من أشدِّهم في ذلك غضبًا".
[14] روى الترمذي (2490)، وابن ماجه (3716) عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استقبله الرجل فصافحه، لا ينزع يده مِن يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده، ولا يَصرِف وجهه عن وجهه حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن وجهه، ولم يُر مُقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[15] روى مسلم (2326) في الفضائل، وأبو داود (4818) عن أنس - رضي الله عنه - قال: إن امرأةً عرضت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طريق من طرُقِ المدينة، فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، فقال: ((يا أم فلان، اجلسي في أيِّ سككِ المدينة شئتِ ثم أجلس إليك))،قال: ففعلَتْ، فقعد إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قضَت حاجتها.
[16] روى البخاري (4891) في كتاب التفسير، ومسلم (1866) عن عائشة - رضي الله عنها -: ما مسَّت يدُهُ يد امرأة قطُّ في المبايعة، ما يبايعهم إلا بقوله: ((قد بايعتُكَ على ذلك)).
[17] روى مسلم (2328)، وأبو داود (4786)، والترمذي في "الشمائل" (348) من حديث عائشة، قالت: ما ضرَب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده شيئًا قط إلا أن يُجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادمًا ولا امرأة.
[18] رواه أحمد في "المسند" 3: 195 (13021)، والبخاري (6041)، وفي "الأدب المفرد" له (277)، ومسلم (2330)، وأبو داود (4774)، والترمذي في "السنن" (2015) وقال: حسن صحيح، وفي "شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم" (345)، وهو حديث صحيح على شرط مسلم.
[19] في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ [الأحزاب: 37].
[20] أخرج الترمذي (3205) من طريق داود بن أبي هندٍ، عن الشعبي، عن عائشة قالت: "لو كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا من الوحي، لكتَم هذه الآية".
[21] انظر قصة هؤلاء في صحيح البخاري في تفسير سورة الأحزاب (6: 149)، ومسلم في النكاح (1429).
[22] روى البخاري (6034)، ومسلم (2311) من حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما -: ما سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قطُّ، فقال: لا.
[23] ذكَرَه الحكيم الترمذي في شرحه للأصل السابع بعد المائة من "نوادر الأصول" دون إسناد، وكذلك القرطبي في "تفسيره" (2: 224) لآية النور: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]، وهو في كلام المناوي في "الفيض" (2: 224) (1718) أثناء شرحه لحديث: "إن الله تعالى جعَلها لك لباسًا، وجعَلكَ لها لباسًا، وأهلي يَرون عورتي، وأنا أرى ذلك منهم"، وذكره السيد أحمد بن الصديق الغماري في "المداوي" (2: 278) وقال: "الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - من قولها: ما رأيتُ ذلك منه، ولا رأى مني"، ولكن لم يذكر من رواه؛ نعم أخرج أحمد في "مسنده" (6: 63) (24344)، والترمذي في "الشمائل" (359)، وابن ماجه (662) و(1922) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما نظرتُ إلى فرجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قطُّ، أو ما رأيتُ فرجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قط، والحديث ضعيف؛ لجهالة مولى عائشة، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": "هذا إسناد ضعيف، مولى عائشة لم يُسَمَّ".
[24] أخرجه البزار (3: 129) (2403)، وقال الهيثمي (8: 226): رجاله ثقات، والحاكم في "المستدرك" (4: 245)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقَه الذهبي، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (1: 236)، والبيهقي في "الدلائل" (2: 33)، وابن حبان في صحيحه (8: 56) (6239)، وذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (2: 288) وعزاهُ للبيهقي، وقال: هذا حديث غريب جدًّا، وقد يكون عن عليٍّ - رضي الله عنه - نفسه، ويكون قوله في آخرِه: ((حتى أكرمني الله - عزَّ وجل - بنبوته)) مُقحَمًا، وقال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (17: 208) (4212): رواه محمد بن إسحاق في السيرة، وهذه الطريق حسنة جليلة، ولم أره في شيء من المسانيد إلا في مسند إسحاق هذا، وهو حديث حسن متَّصل، ورجاله ثقات، وذكره الصالحي في "سبل الهدى والرشاد" (2: 199)، وقال: رواه ابن إسحاق، وإسحاق بن راهويه، والبزار، وابن حبان، ونقل عن الحافظ ابن حجر أنه قال: إسناده حسن متَّصل.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/1051/64063/#ixzz2w18UtMWy
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق