الخميس، 6 مارس 2014

الجواب عن شبهة القبوريين بتبرك الإمام الشافعي بقميص الإمام أحمد

تبرك الإمام الشافعي بقميص الإمام أحمد
     يورد بعض الصوفية غفر الله لنا ولصالحيهم ، بعض القصص ويستدلون بها على بعض المسائل والعقائد ، ومن هذه القصص ، قصة تبرك الإمام الشافعي بقميص الإمام أحمد رحمهما الله تعالى.
     وقد جاءت هذه القصة بعدة أسانيد:

     الإسناد الأول:
     روى ابن الجوزي وابن عساكر من طريق أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان سمعت أبا القاسم بن صدقة سمعت علي بن عبد العزيز الطلحي قال لي الربيع إن الشافعي خرج إلى مصر وأنا معه فقال لي يا ربيع خذ كتابي هذا فامض به وسلمه إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وائتني بالجواب قال الربيع فدخلت بغداد ومعي الكتاب فلقيت أحمد بن حنبل صلاة الصبح فصليت معه الفجر فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت له هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال أحمد نظرت فيه قلت لا فكسر أبو عبد الله الختم وقرأ الكتاب وتغرغرت عيناه بالدموع فقلت إيش فيه يا أبا عبد الله قال يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فسيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة قال الربيع فقلت البشارة فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده ودفعه إلي فأخذته وخرجت إلى مصر وأخذت جواب الكتاب فسلمته إلى الشافعي ، فقال لي الشافعي: يا ربيع إيش الذي دفع إليك.؟ قلت: القميص الذي يلي جلده قال الشافعي: ليس نفجعك به ولكن بله وادفع إلي الماء حتى أشركك فيه.

     كما في تاريخ دمشق لابن عساكر (5ـ312) ، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ، صفحة: (609) ومن طريق ابن الجوزي رواها المقدسي في كتابة محنة الإمام أحمد (صفحة: 7)
     وفي هذا الإسناد فيه محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي ، متهم بالوضع ، ومن فوقه فيهم من لم أجد ترجمة له. والله أعلم.

      الإسناد الثاني:
    روى ابن عساكر حدثنا عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري نا عبد الواحد بن عبد الكريم أبو سعيد القشيري أنا الحاكم أبو جعفر محمد بن محمد الصفار أنا عبد الله بن يوسف سمعت محمد بن عبد الله الرازي سمعت جعفر بن محمد المالكي قال الربيع بن سليمان  ...
     كما في تاريخ دمشق لابن عساكر (5ـ312)  ، ومن طريقه رواها السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (2 ـ35).

     وقد وقع تصحيف في السند بين تاريخ ابن عساكر ، ففيه: جعفر بن محمد المالكي ، وبين الطبقات ، ففيه: أبو جعفر محمد الملطي ، وفي هذا الإسناد من لم أجد له ترجمة ، والله أعلم.

     الإسناد الثالث:
     روى ابن الجوزي أخبرنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال وجدت في كتاب أبي حدثنا أبو بكر أحمد بن شاذان حدثنا أبو عيسى يحي بن سهل العكبري إجازة قال البرمكي وكتبت من مدرجة أبي إسحاق بن شاقلا قالا: حدثنا أبو القاسم حمزة بن الحسن الهاشمي حدثنا أبو بكر بن عبد الله النيسابوري حدثنا الربيع بن سليمان .......
     منافب الإمام أحمد (صفحة: 610)
     وفي هذا الإسناد من لم أجد له ترجمة.

     قال الإمام الذهبي "رحمه الله" في ترجمة الربيع بن سليمان ، في كتابه "سير أعلام النبلاء" : ((ولم يكن صاحب رحلة ، فأما ما يروى أن الشافعي بعثه إلى بغداد بكتابه إلى أحمد بن حنبل فغير صحيح))
     سير أعلام النبلاء (12ـ587)

     ومما يؤكد قول الذهبي "رحمه الله" من أن الربيع لم يكن صاحب رحلة ، وأنه لم يرد بغداد ، أن أحداً من محدثي العراق لم ينقل عنه أنه سمع الربيع بالعراق ، وهو ممن اشتهر بالتحديث ، كذلك فإن الخطيب البغدادي "رحمه الله" لم يترجم له في كتابه تاريخ بغداد ، مع شهرته ومكانته. والله أعلم.

       كتبه: أبو أحمد محمد أمجد البيطار ، غفر الله له ولوالديه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق