البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيد
عندما دخل الإمام ابن سعود إلى مكة المكرمة حصلت اجتماعات متعددة، تباحث فيها علماء بلد الله الحرام مع علماء نجد في المسائل المختلف بينهم فيها، وكان رائد الجميع في هذه المناقشات والمباحثات الوصول إلى الحق أيًّا كان، وفي جانب من كان معتمدًا على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه السلف الصالح - رضي الله عنهم - من القول والعمل، وهم - القوم - يهتدى بهديهم، ويقتدى بقولهم وعملهم، وكانت نتيجة المناقشات والمباحثات قيدت في كراسة، وطبِعت في مطبعة أم القرى، وسميت الاسم المذكور أعلاه، وقد جعله علماء مكة - وفقنا الله وإياهم - في صيغة نداء لإخوانهم ونصيحة، وهو هذا على سبيل الذكرى إن الذكرى تنفع المؤمنين.
نداء عام
من علماء مكة بلد الله الحرام
إلى أمتنا الكريمة وشعبنا النبيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد، فقد آن لنا أن نرفع صوتنا عاليًا في هذا الجو الهادئ الذي يسمع فيه قوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقوله تعالى: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الدين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم))، وقوله: ((من علم علمًا فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار))، ونحن على يقين من أن وظيفتنا هذه عظيمة، وموقفنا أمام الله أعظم، وأن هذه الحياة لا تَزِن عند الله جناح بعوضة، ولا تغني عن الآخرة فتيلاً، وأنتم عندنا كنفسنا التي بين جنبينا، نحب لكم من الخير ما نحبه لها، ونُبغض لكم من الشر ما نبغض لها، لذا لا نُلقي عليكم إلا ما ندين الله به، ونعتقده حقًّا صراحًا، لا مِراء فيه، لنبرأ إلى الله بأداء ما علمنا غير مكرهين ولا مدفوعين بغرض شخصي، وإنما الحق أحق أن يتبع، وفي بلاغنا هذا ذكرى للذاكرين وهدى للمستبصرين، والله يتولى هدانا أجمعين.
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كانا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الحائز رتبة لا يمكن أن تلحق، وعلى آله وصحبه والداعين إلى طريق الحق، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين، ما الليل غسق، والقمر اتسق.
أما بعد:
فإننا نعتقد أن الله واحد في ربوبيته واحد في ألوهيته، وواحد في أسمائه وصفاته، فلا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت ولا مدبر للأمور سواه، ولا معبود بحق في الوجود إلا هو، وهذا معنى لا إله إلا الله، له الأسماء الحسنى والصفات العليا، كما أثبتها لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله، بلا تكييف ولا تحريف، ولا تمثيل ولا تعطيل، وأن الله - سبحانه وتعالى - استوى بذاته على عرشه، علا على خلقه، وهو - سبحانه وتعالى - معهم بعلمه أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون، قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]، وقال تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ [الملك: 16، 17]، وقال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، قال فيها الإمام مالك: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"، وقال - صلى الله عليه وسلم - للجارية: ((أين الله؟))، فقالت: في السماء، قال: ((مَن أنا؟))، قالت: أنت رسول الله قال: ((اعتقها؛ فإنها مؤمنة))، ونعوذ بالله من أن نظن أن السماء تقله أو تظله، فهو الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، وقد وسع كرسيه السموات والأرض، ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.
ونعتقد أن عبادة غير الله شرك أكبر، وأن دعاء غير الله من الأموات والغائبين وحبه كحبِّ الله وخوفه ورجائه، ونحو ذلك شرك أكبر، وسواء دعاه دعاء عبادة أو دعاء استعانة في شدة أو رخاء، فإن الدعاء مخ العبادة، وسواء دعاه لجلب النفع أو لدفع الضر، أو دعاه لطلب الشفاعة أو ليُقربه إلى الله، أو دعاه تقليدًا لآبائه أو أسلافه أو لغيرهم، والأدلة على ذلك في كتاب الله كثيرة جدًّا، منها قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ﴾ [المؤمنون: 117] الآية.
وأن اعتقاد أن لشيء من الأشياء سلطانًا على ما خرج عن قدرة المخلوقين شرك أكبر[1]، وأن من عظم غير الله مستعينًا به فيما لا يقدر عليه إلا الله، كالاستنصار في الحرب بغير قوة الجيوش، والاستشفاء من الأمراض بغير الأدوية التي هدانا الله لها، والاستعانة على السعادة الأخروية أو الدنيوية بغير الطرق والسنن التي شرعها الله لنا، يكون مشركًا شركًا أكبر، وأن الشفاعة مِلْك الله وحده، ولا تكون إلا لمن أذن الله له: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28]، ولا يرضى الله إلا عمن اتبع رسله، فنطلبها من الله مالكها، فنقول: اللهم شفع فينا نبيك مثلاً، ولا نقول: يا رسول الله اشفع لنا؛ فذلك لم يرد به كتاب ولا سنة، ولا عمل سلف، ولا صدر ممن يوثق به من المسلمين[2]، ونبرأ إلى الله أن نتخذ واسطة تقربنا إلى الله أو تشفع لنا عنده فنكون ممن قال الله فيهم، وقد أقروا بربوبيته وأشركوا بعبادته: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا ﴾ [يونس: 18]، وحكى الله عنهم قولهم: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3]، أو نكون ممن قلدوا آباءهم في أصل الدين، فكانوا أضل من الأنعام، وهم الذين قال الله فيهم: ﴿ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 22]، فوصفهم بقوله: ﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44]، إذ عطلوا تلك المواهب التي أوعت فيهم ولو خلوا بأنفسهم برهة، أطلقوا فيها لتلك المواهب سراحها لأدركت من آيات الله ما يرشدهم إلى سواء السبيل.
ونتوسل إلى الله، أي نتقرَّب إليه بطاعته، وهو معنى الوسيلة في القرآن، ونطلب الوسيلة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في الحديث الصحيح ((من قال - حين يسمع النداء -: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، حلت له شفاعتي))، وورد في تفسير هذه الوسيلة في حديث ((سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون ذلك العبد)).
وأما التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ورد في قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ((اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) فتوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - وهو خاص بحال حياته، ولهذا عدل عمر - رضي الله عنه - بعد مماته - صلى الله عليه وسلم - إلى التوسل بدعاء عمه العباس، والتوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة يكون بشفاعته، وأما التوسل بمعنى غير ذلك فليس بشرعي.
وزيارتنا القبور إنما هي لأجل الدعاء للموتى وتذكر الآخرة، وحسبنا أن نلقي عليكم ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمه أصحابه ليقولوه إذا زاروا القبور وهو ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم)).
واعلموا أن زيارة القبور على ثلاثة أنواع: شرعية، وبدعية، وشركية، فالشرعية: هي التي يقصد بها تذكر الآخرة، والدعاء للميت، واتباع السنة، والبدعية: هي التي يقصد بها عبادة الله عند القبور، كما يفعله جهلة الناس، لظنهم أن للعبادة عندها مزية على العبادة في المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله[3]، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في عدة أحاديث النهي عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد، والشركية هي التي يقصد منها تعظيم القبور ودعاؤها والذبح لها أو النذر لها أو غير ذلك من العبادات التي لا تصلح إلا لله، فهذه حقيقة الشرك، والأدلة عليه كثيرة جدًّا، وتقدم بعضها.
والبناء على القبور بدعة، وقد أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فأمره ألا يدع قبرًا مشرفًا إلا سواه بالأرض، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي أنه قال: قال لي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "إني لأبعثك على ما بعثني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته)). والحلف بغير الله منهي عنه، ويكفي أن نسرد عليكم شيئاً مما ورد فيه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن حلف بغير الله فقد أشرك))، وفي لفظ ((فقد كفر))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان حالفًا، فليحلف بالله أو ليصمت))، وقال - عليه السلام -: ((لا تحلفوا بآبائكم؛ فإن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم))، ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
ونعتقد أن أفضل المخلوقين وأكملهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد وصفه الله بالعبودية في أشرف المقامات، وورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله))، وورد في الصحيحين: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله)).
والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بمجرد المعصية، ولا نسلب الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية، ولا نخلده في النار كما تقول المعتزلة، ولا نكفره بالكبائر كما تقول الخوارج، إنما نقول: هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما جاءت به الشريعة واجب.
ونعتقد إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجارًا؛ وندين الله بالسمع والطاعة لهم في غير معصية، عدلوا أو جاروا، ما أقاموا الصلاة، ونحافظ على الجماعة، وندين الله بالنصح للأئمة خاصة وللأمة عامة، ونبرأ إلى الله من طريق الخوارج والمعتزلة الذين يرون الخروج على الأمة بمجرد الجور والمعصية.
فهذا الذين ندين الله به، ونعتقده وندعوكم إليه، وحسبنا فيه كتاب الله وسنة رسوله وسلف الأمة الذين شهد لهم رسول الله بالخير، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي))، وقال: ((خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذي يلونهم))، فتمسكوا بدينكم، فهذا زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر، زهيت فيه الحياة بزخرفها، وثمل الناس بنشوتها، وكثر الدخيل في الإسلام، وأوقع في القلوب الضعيفة ما أوقع من الأوهام، وتحقق فيه قول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "كيف أنتم إذا لبستكم فتنة، يربو فيها الصغير، ويهرم عليها الكبير، وتتخذ سنة يجري الناس عليها، فإذا غير منها شيء قيل غيرت السنة))، قيل متى ذلك يا أبا عبدالرحمن؟ قال: ((إذا كثر قراؤكم، وقل فقهاؤكم، وكثرت أموالكم، وقل أمناؤكم، وتُعلم لغير الدين".
ومعلوم أنه كلما تقادم عهد أمة بنبيها ألقى الشيطان في أفرادها تعاليم تظن فيما بعد أنها من الدين، والدين منها براء يريد بذلك إماتة السنة وطمس معالمها.
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا بيده ثم قال: ((هذا سبيل الله مستقيمًا))، ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله، ثم قال: (((هذه السبل ليس فيها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه))، ثم قرأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة))، وورد عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وفي حديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي))، وقال: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة)).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هداها، ويهب لنا من لدنه رحمة، إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.
محمد المرزوقي.
محمد سعيد عباس.
قاضي مكة المكرمة
أبو الخير المالكي.
عبدالله بن إبراهيم حمدوه.
أبو بكر بن محمد خوقير.
محمد أمين فوده.
سعد وقاص حسين عبدالغني.
محمد جمال المالكي.
حسين مكي الكتبي.
محمد نور محمد الفطاني.
محمد عبدالهادي كتبي.
عيسى دهان.
عبدالقادر أبو الخير مرداد.
محمد عرابي سحيني.
درويش عجيمي.
المصدر: مجلة الإصلاح، العدد السابع عشر، محرم وغرة صفر 1348هـ، 8
[1] وذلك كسؤال الأموات من الصالحين وغيرهم ما لا يقدرون عليه بعد موتهم، كأن يقول القائل: يا فلان، أنا في حسبك، وفي حماك ونحو ذلك، فإن هذا لا يقدر عليه إلا الله.
[2] لأنه - صلى الله عيه وسلم - لا يملِكها الآن، وإنما الله يملكها إياه يوم القيامة بعد أن يسجد تحت العرش، ويلهمه الله في ذلك الوقت ثناء لا يحسنه في الدنيا، فعند ذلك يأذن الله له فيها، فسؤاله الآن الشفاعة كما يفعله الجهلة المبتدعون طلب لما لا يملكه.
[3]وهي بدعة عظيمة قد تؤدي إلى الشرك الأكبر، بل هي التي أدت إليه، فإنه لولا ذلك الاعتقاد لما وجد التمسح والطواف والنذر لها، وغيره من الأمور الشركية؛ ولذلك صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس: ((لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))؛ رواه البخاري ومسلم، فلا شك أن هذا الحديث صريح في أن اتخاذ المعابد والمساجد على القبور هو الطريق إلى الشرك، حتى قال كثير من العلماء ببطلان الصلاة عندها.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/54118/#ixzz2w73NFOjm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق