الاحتفال بالمولد.. ومشابهة اليهود والنصارى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن الاحتفال بالمولد النبوي تشبه ظاهر باليهود والنصارى وغيرهم، ومن المعروف لطالب العلم أن من أسس التشريع الإسلامي مخالفة أهل الكتاب و أهل الشرك، وكم من عباداتٍ هي أصلٌ من أصول الإسلام نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤدى في أوقاتٍ أو أماكن معينة؛ لكي نخالف بها أهل الشرك أو أهل الكتاب، منها نهيه عن الصلاة عند طلوع الشمس أو الزوال أو الغروب، ونهيه عن الصيام في يوم السبت منفرداً، كذلك في النفر من مزدلفة إلى منى حتى ترتفع الشمس على الجبل و...
ومن المعروف أن الاحتفال بمولد نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام عند النصارى هو مَعلم من معالم دينهم، عرفه الناس قبل ظهور الإسلام بقرون، فيه تدق النواقيس وتفتح الكنائس وترتل التراتيل وتقام الصلوات ويتزاور الناس ويحتفلون...
فبالله عليكم كيف بنا نحتفل كما يحتفلون وقد قال من نحب ونتبع صلى الله عليه وسلم: {خالفوا اليهود والنصارى}.
وفي حديث آخر: {خالفوا المشركين} .
وفي حديث آخر: {خالفوا المجوس} .
كيف بنا وقد نهانا عن التشبه باليهود والنصارى فقال صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى}.
هذا في المشية أو الملبس، ونحن نتشبه بهم في أهم محفل من محافل دينهم وعباداتهم، بالله عليكم ألا يخيفنا قوله صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم}.
كيف بنا وقد قال لنا من نحب ونتبع صلى الله عليه وسلم في صوم عاشوراء: {لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع} من أجل مخالفة اليهود.
كيف بنا وقد نهانا عن الصيام العبادةِ المجمع عليها ركنِ الإسلام منفردة في يوم السبت مخافة التشبه بالنصارى سبحان الله! هذا كله بالعبادات المنـزلة من عند الواحد الأحد، المجمع على أنها أساس من أسس الإسلام، يمنعنا الشارع صلى الله عليه وسلم من أدائها على نحو فيه بعض الشبه البعيد وهو تعظيم النصارى ليوم السبت.
كيف بنا وقد حذرنا من نحب ونتبع صلى الله عليه وسلم من اتباع اليهود والنصارى فقال: {لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن} .
كيف بنا وقد قال لنا من نحب ونتبع صلى الله عليه وسلم: {لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم} .
سبحان الله! إن اللبيب من الإشارة يفهم، فضلاً عن البينات الواضحات التي سبقت ولكن!!.
ألم ينهنا صلى الله عليه وسلم عن تخصيص ليلة أو يوم الجمعة من بين الليالي والأيام، فقال: {لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم} .
فكيف نخصص يوماً من السنة و نجعله عيداً يعتاد؟؟
كيف بنا وقد نص من نحب ونتبع صلى الله عليه وسلم أن أعياد المسلمين اثنان لا ثالث لهما، فعن أنس رضي الله عنه قال: {قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر} .
وقد عرفتم أن عامة المسلمين اليوم يعتقد أن هذا اليوم أحد أبرز أعياد المسلمين، ألا نخاف أن يكون في ذلك تبديل لشرع الله تعالى،كيف بنا والنبي صلى الله عليه وسلم وصف المغالاة في العبادات أصول الإسلام مثل الصلاة والصيام خروجاً عن سنته، وتبرأ منها بقوله للنفر الثلاثة الذين سألوا عن عبادته في السر: {ما بال أقوام قالوا كذا، وكذا لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي؛ فليس مني} هذا بالنسبة لإنسان غالى بالتقرب إلى الله تعالى بعمود الإسلام الصلاة أو الصيام الركن الركين، فما بالك بما نحن فيه!!!
هذا وإن أعياد المشركين بذاتها قد جاء نص يحظر علينا أي ربط أو مشابهة بها، ولو كان بأمر شرعي، ودليله: {أن رجلاً نذر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن ينحر إبلاً ببوَّانة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوَّانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم}.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق