الأحد، 2 مارس 2014

حقيقة التصوف. اللجنة الدائمة للإفتاء

السؤال: ما هي حقيقة التصوف؟ وهل في التصوف جوانب حسنة وجوانب سيئة؟ هل التصوف مفصول عن الفقه؟ أرجو من فضيلتكم التحدث إليَّ عن الحضرة النبوية التي توجد في المفهوم الصوفي، وهل هي حقيقة؟عندنا في السودان بعض رجال المتصوفة يستدلون على بناء القباب على الميت بالقبة المشيدة على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ما حكم الدين في ذلك؟ما هي حقيقة هذه الأسماء: الغوثي والقطبي ورجال الكون في المفهوم الصوفي؟
الإجابة: أولاً: اقرأ في ذلك كتاب [مدارج السالكين] لابن قيم الجوزية، وكتاب [هذه هي الصوفية] لعبد الرحمن الوكيل فيما يتعلق بمسائل التصوّف.

ثانياً: ليس في إقامة القبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم حجة لمن يتعلل بذلك في بناء قباب على قبور الأولياء والصالحين؛ لأن إقامة القبة على قبره لم تكن بوصية منه ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من التابعين ولا أحد من أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، إنما كان ذلك من أهل البدع، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد""، وثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهيا: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته" رواه مسلم.

فإذا لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم بناء قبة على قبره، ولم يثبت ذلك عن أئمة الخير، بل ثبت عنه ما يبطل ذلك لم يكن لمسلم أن يتعلق بما أحدثه المبتدعة من بناء قبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الحادي والعشرون (العقيدة).
http://ar.islamway.net/fatwa/11018

وفي موضع آخر:
ما هي الصوفية ، وما هي عقيدتهم?
السؤال :أرجو من سماحتكم التكرم بالكتابة إلينا باختصار عن : الصوفية والصوفيين ، وما هي الصوفية ، وما هي عقيدتهم ، وما رأي أهل السنة والجماعة فيهم ، وماذا ينبغي لمن كان من أهل السنة والجماعة أن يعمل أو كيف ينبغي أن يتعامل معهم إن كان هؤلاء الصوفيون مصرين على عقيدتهم ،
وأنهم يرون أنهم على حق حتى بعد أن ظهرت واتضحت أمامهم الحقائق ؟ وإني لأرجو من الله أن ينفع بعلمكم هذا كثيرا من الناس الذين هم بحاجة ماسة إلى تبيين هذا الأمر من قبل فضيلتكم خاصة . ووفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى . وجزاكم خير الجزاء .
الجواب :الصوفية نسبة إلى الصوف ؛ لأنه كان شعارا لهم في اللباس ، وهذا أقرب إلى اللغة وإلى واقعهم ، أما ما قيل إن الصوفية نسبة إلى الصفة لشبههم بفقراء الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يأوون إلى صفة بالمسجد النبوي ، أو نسبة إلى صفوة لصفاء قلوبهم وأعمالهم ، فكل ذلك خطأ وليس بصحيح ، لأن النسبة على صفة صفي بتشديد الفاء والياء ، والنسبة إلى صفوة صفوي ، ولأن هذين المعنيين لا ينطبقان على صفاتهم ، لما يغلب عليهم من فساد العقيدة وكثرة البدع عندهم . 
والطرق الصوفية جميعها أو ما يسمى بالتصوف الآن يغلب عليها العمل بالبدع الشركية والذرائع الموصلة إليها والمعتقدات الفاسدة ومخالفة الكتاب والسنة ، كالاستغاثة بالأموات والأقطاب بقولهم : مدد يا سيدي ، مدد يا سيدة زينب ، مدد يا بدوي أو يا دسوقي ، ونحو ذلك من الاستغاثة بالمشائخ والأقطاب واعتقادهم أنهم جواسيس القلوب يعلمون الغيب ، وما تكنه القلوب وأن لهم أسرارا يتصرفون بها وراء الأسباب العادية ، وكتسمية الله بما لم يسم به نفسه ، مثل : هو هو وآه آه آه . والصوفية لهم أوراد مبتدعة وأدعية غير مشروعة ، فهم يأخذون العهد على مريديهم بأن يذكروا الله في نسكهم وعبادتهم بأسماء مفردة معينة من أسماء الله بشكل جماعي ،
كالله وحي وقيوم ، يرددونه كل يوم وليلة ولا يجاوزونه إلى غيره من الأسماء إلا بإذن مشايخهم ، وإلا كان عاصيا يخاف عليه من خدم الأسماء ، كل ذلك مع الترنح والركوع والرفع منه والرقص والنشيد والتصفيق وغير ذلك مما لا أصل له ولا يعرف في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فيجب على كل مسلم أن لا يجلس في مجالسهم ، وأن يبتعد عن مخالطتهم ؛ حتى لا يتأثر بمعتقداتهم الفاسدة ويقع فيما وقعوا فيه من الشرك والبدع ، وأن يقوم بمناصحتهم وبيان الحق لهم لعل الله أن يهديهم على يديه ، مع إقرارهم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة ، وننكر عليهم ما خالفوا فيهما مع لزوم منهج أهل السنة والجماعة ليسلم له دينه ، ومن أراد معرفة أحوال الصوفية ومعتقداتهم بالتفصيل فليقرأ كتاب ( مدارج السالكين ) لابن قيم الجوزية ، وكتاب ( هذه هي الصوفية ) لعبد الرحمن الوكيل . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

http://www.alsalafway.com/cms/fatwa.php?action=fatwa&id=2659

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق