سيد الاستغفار : ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شرما صنعت أبوء بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (11/103) ( أنه صلى الله عليه وسلم جمع في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار وفيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية والاعتراف بأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء بما وعده به والاستعاذة من شر ما جنى العبد إلى نفسه ورغبة في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو)
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (1/307) : الاستغفار نوعان مفرد ومقرون بالتوبةفالمفرد كقول نوح عليه السلام : ( استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ) فالاستغفار كالتوبة بل هي التوبة بعينها من تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنوب وإزالة أثره ووقاية شره لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر فإن الله ليستر على من يغفر له ومن لا يغفر له ولكن الستر لازم مسماها أو جزؤه فدلالتها عليه إما بالتضمن وإما باللزوم وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله ( وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون ) فالاستغفار يتضمن التوبة والتوبة تتضمن الاستغفار وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق )
فالغفران والمغفرة مأخوذة من الغفر وهو الستر فكأنها ستر الذنوب أو وقاية شرها مع سترها ولهذا يسمى ما ستر الرأس ووقاه في الحرب مغفر ولا يسمى كل ساتر للرأس مغفراً 
وبالاستغفار تُكشف الكروب وتُمحى الذنوب وتستر العيوب وتنظف القلوب وبه تنزل البركات من السماء وتحصل الأموال والبنين وأعظم من هذا كله جنات النعيم قال الله تعالى ( فقلت استغفروا ربكم إن كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) 
والاستغفار عبادة لله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدعاء هو العبادة )
كل محتاج إلى الاستغفار حتى الأنبياء والرسل والملائكة عليهم الصلاة والسلام ولقد كان نبينا وقدوتنا يكثر من الاستغفار والعبادة الشيء الذي نحن أكثر حاجة إليه لدنو حالنا ولضعف إيماننا فعلى العبد بالاجتهاد في الامتثال علماً وعملاً فلا يزال مجتهداً في العلم فيما أمر الله به والعمل بذلك ثم عليه أن يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور وتعديه الحدود ولهذا كان من المشروع أن يختم جميع الأعمال بالاستغفار )
في الحديث ( من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار )