الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:
لقد قام بعض الشباب في ليبيا يوم الجمعة الماضية 6 شوال من عام 1433 هـ بهدم ضريح عبد السلام الأسمر
وهو من أهم إن لم يكن أهم الأضرحة في ليبيا .
وهذا الضريح كانت تقام عنده بعض الممارسات الشركية أو بدعية مثل الاستغاثة بغير الله والتبرك والذبح لغير الله !!
وبناء الأضرحة والصلاة عندها ممنوع في الشرع لورود النهي عن ذلك كما سيأتي معنا إن شاء الله.
وقد ألفت عدة كتب في التحذير من بناء الأضرحة واتخاذ المساجد عندها.
وإليكم بعض الكتب والأشرطة والمقالات المبينة لهذا الأمر:
تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد للإمام الألباني رحمه الله ( ط . المعارف )
لتحميل الكتاب مصوراً fdf :
ولتحميل الكتاب بصيغة وورد :
شرح الصدور بتحريم رفع القبور للإمام الشوكاني رحمه الله:
حمل كتاب (( مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور))
حمل تحرير القواعد المتعلقة بأحكام زيارة القبور والمشاهد
حمل كتاب فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول الأضرحة والقبور والموالد والنذور
للتحميل كتاب الأضرحة لأحمد بن عبد المحسن آل مغربي
نهي الأئمة عن بناء القباب على القبور
وثيقة البوطي يقول بالنهي عن بناء المساجد على القبور !!
الرد على القبوريين للشّيخ محمّد الغزالي رحمه الله تعالى
كشك يفتي بعدم جواز بناء الأضرحة والمقصورات !!
الرد على فتوى الشعراوي حول جواز الدفن في داخل المسجد
رد الشيخ عبدالعزيز السعيد على خطبة مفتي مصر حول الاضرحة
محاضرة تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد للشيخ مسعد أنور:
وهدم الأضرحة يكون عن طريق ولاة الأمر وليس لعامة الناس حتى لا تقع فتنة بسبب هذا الأمر .
وإذا كان هدم الأضرحة يسبب فتنة ويحصل بسببه قتل فقد قال أهل العلم بأن هدم الأضرحة يوجل ويقوم أهل العلم بتعليم الناس العقيدة
وتحذيرهم من الشرك .
وإليكم بعض الفتاوى المبينة لهذا الأمر ، أسأل الله أن ينفع بها:
فتوى الشيخ الالباني في هدم الاضرحة من قبل عوام الناس
فتوى الشيخ صالح الفوزان حول هدم الأضرحة في ليبيا
فتوى الشيخ صالح اللحيدان :
مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني يتحدث عن هدم الاضرحة
وهذه فتوى ثانية للشيخ الصادق الغرياني حول هدم الأضرحة:
وإليكم تفريغ فتوى الشيخ الغرياني نقلاً من بعض المواقع:
فتوى الشيخ د.صادق الغرياني (رئيس المجلس الأعلى للفتيا الليبي) بتاريخ 12-10-2011:
سئل الشيخ –حفظه الله- :هناك كتيبة تسمي نفسها كتيبة التوحيد في طرابلس وهي مجهزة بسيارات مسلحة بالـ(ميم ط) وغيرها من الأسلحة وتقوم بهدم الأضرحة والقبور بقوة السلاح وتدّعي هذه الكتيبة ان لها فتوى من فضيلتكم ومن بعض شيوخ السعودية بذلك، فما حكم هذا العمل وهل هذا الوقت مناسب لهذا؟
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
لا شك أن البناء على القبور وتشييد الأضرحة من المنكرات التي نهى عنها النبي –صلى الله عليه وسلم- ولكن هذا الوقت ليس مناسبا لهذا العمل الذي يقوم به الشباب الان، وأنا لم اعطهم فتوى بذلك ، بل أنا أقول الأن ينبغي عليهم ان لا يفعلوا هذا الفعل لأنه ربما يؤدي إلى مفسدة أعظم ، فإن البلد فيها الأن فِرق متعددة وكلها مسلحة والسلاح منتشر في أيدي الناس، فأخشى أن يؤدي هذا إلى تصادم وإلى زهق الأرواح ، والعلماء جميعا يتفقون على أن من شرط إنكار المنكر أن لا يفضي إلى حصول إلى ما هو أنكر منه أو ما هو أشد منه فسادا، بمعنى انه لا يجوز أن يُفعل أو يُنكر المنكر الذي يؤدي إلى مفسدة أعظم، والعلماء يتفقون على هذا ويدل لذلك أن النبي –صلى الله عليه وسلم – كان كثيرا ما يترك الأمر وهو يحب أن يفعله مخافة أن ينكره الناس أو مخافة أن يحدث منه ما هو أشد فسادا ، فبعد أن فتح مكة –صلى الله عليه وسلم- كان يحب أن ينقض الكعبة ويبنيها على قواعد إبراهيم ،لقد قال –صلى الله عليه وسلم – لعائشة –رضى الله عنها- لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لامرت بالبيت فهدِمَ وأقمته على قواعد إبراهيم.
وهذا معلوم عند العلماء ، يقول أبو العباس ابن تيمية –رحمه الله- : مررت بقوم من الذين يعادون الإسلام ويقاتلون المسلمين يشربون الخمر فلم أنكر عليهم فقيل له في ذلك، فقال : رأيتهم انشغالهم بمفسدة شرب الخمر أخف من تفرغهم لقتال المسلمين. وهذا من البصيرة في الدين ، وهو مما يرشد إليه قول الله تبارك وتعالى { وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }.
ولذلك فإني أدعو الفريقين الذين يحاولون الأن هدم الأضرحة بقوة السلاح ، والمناصرون للأضرحة ، أدعوهم إلى كلمة سواء وهي الخضوع لشرع الله ولكلام الله ولكلام رسوله –صلى الله عليه وسلم- فإن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا انقاض لأمر الله وأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم- ، ولهذا سُمي المسلم مسلماً ، لأنه يستسلم وينقاض لأمر الله ، ولا يوجد مسلم في الدنيا يُقال له قال الله تعالى وقال رسوله –صلى الله عليه وسلم- ويقول لا! لأنه لا يكون بذلك مؤمنا، فالله تبارك وتعالى يقول ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مم قضيت ويسلموا تسليما ) ويقول الله تبارك وتعالى (فإن تنازعتم في شئ فردوه غلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر)
ومعلوم أن البناء على القبور منهي عنه باتفاق المسلمين في أحاديث صحيحة كثيرة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- منها ماجاء في صحيح مسلم من حديث جابر أن النبي – صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُبنى على القبر وأن يُجصص ، ومنها أيضا حديث أبي الهياج الأسَدِي قال: قال لي علي رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مُشرفا إلا سويته . ومنه حديث فَضالة بن عبيد في صحيح مسلم قال: أقبرنا صاحبا لنا في غزوة الروم في جزيرة رودس فأمرت بتسوية قبره لأني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يأمر بتسويتها .
فالآثار ثابتة صحيحة عن النبي– صلى الله عليه وسلم- في النهي عن البناء على القبور، لكن هذا الوقت ليس هو وقت قيام بهدم القبور الأن بقوة السلاح لأن ذلك يؤدي إلى مفسدة أعظم ونطلب من إخوانا الذين يقومون بهذا الأمر أن يُعلموا الجاهل وأن يدعوا الله على بصيرة ويكفوا عن هذا الأمر ويتركوه لولي الأمر هو الذي يقوم به.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=154716
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق