كلمة لا إله إلا الله(معناها – شروطها – أركانها نواقصها)
لفضيلة الشيخ : عبد العزيز ابن محمد العبد اللطيف.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينة ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..
أما بعد.
أهميته وفضله
إن موضوع كلمة الشهادة كلمة لا إله إلا الله من الأهمية المكانة وتتجلى أهميته من خلال أمور عديدة ..
منها أولا .. أن هذه الكلمة كلمة لا إله إلا الله أول واجب على كل مكلف والعلم بمعنى هذه الكلمة وتحقيق هذه الكلمة والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذ ابن جبل إلى اليمن قال(( إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله))أخرجه البخاري ومسلم.
إذا هذا هو أول واجب على كل واحد منا وإذا تقرر ذلك فعند إذٍ نعلم خطأ من قال أن أول واجب هو القصد أو النظر أو قال بعضهم الشك .. هذه أقوال بعض المتكلمين الذين ضلوا عن سواء السبيل فالواجب الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم وبينه في هذا الحديث العظيم أن أول واجب هو كلمة لا إله إلا الله فليس الواجب هو النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك كما قال أهل الكلام ..
وإذا كان التوحيد هو أول واجب فأيضاً هو آخر واجب كما ورد ذلك في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) أخرجه احمد وأبو داوود و غيرهما
الأمر الثاني .. أن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله هو مفتاح دعوة الرسل عليهم السلام فما من رسول إلا قد قال لقومه ((اعبدوا الله مالكم من إله غيره )).
فهذا هو معنى لا إله إلا الله كما سيأتي إن شاء الله ..
قال تعالى .. ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ..
إذا دعوة الرسول كانت ختامها وبدؤها بالتوحيد فهم بدأوا بالتوحيد ولم يبدأوا بالشرائع أو بالأخلاق والآداب.
الثالث : أن تحقيق التوحيد يوجب عصمة الدم والمال فمن حققها فهو معصوم الدم والمال قال صلى الله عليه وسلم(( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإن فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماؤهم وأموالهم)) أخرجه البخاري ومسلم
الرابع: أن الله تعالى إنما خلقنا من أجل القيام بهذا الأمر والدليل قال عز وجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) قال ابن عباس . إلا ليعبدون أي إلا ليوحدون
نحن إنما خلقنا من اجل تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله
الخامس: أن هذه الكلمة كلمة التوحيد كلمة الإخلاص العروة الوثقى هي السبب في دخول الجنة كما جاء ذلك في أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم منها قوله عليه الصلاة والسلام
((من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ))
وفي حديث عبادة بن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبد الله ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمة ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )) أخرجه بخاري ومسلم
السادس: إن مناقضه هذه الشهادة هو أعظم ذنب وأشنع ذنب على الإطلاق فإذا كان التوحيد هو أحسن الحسنات كما ورد ذلك في بعض الآثار فإن ما يناقض كلمة التوحيد هو أعظم وأشنع ذنب على الإطلاق قال سبحانه ((إن الشرك لظلم عظيم))
وان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل وقيل له أي الذنب أعظم فقال عليه الصلاة والسلام ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك))
بعضاً من كلام أهل العلم ..
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه رحمة الله أن التوحيد الذي ذكره في كتابه وأنزل به كتبه وبعث به رسله واتفق عليه المسلمون من كل مله فهو كما قال الأئمة شهادة أن لا إله إلا الله وهو عبادة الله وحده لا شريك له فما بين ذلك بقوله سبحانه (( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) وأخبر سبحانه أن الإله إله واحد لا يجوز أن يتخذ إله غيره فلا يعبد إلا إياه .. أ.هـ من كتابه التسعينية .
وقال إبن القيم رحمه الله (( إعلم أن حاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا أعظم من حاجة الجسد إلى روحه والعين إلى نورها بل ليس لهذه الحاجة نظير تقاس به فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بإلهها الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن بالدنيا إلا بإذنه وهي كادحة إليه كدحا فملاقيته ولا بد لها من لقائه ولا صلاح لها إلا بعبوديتها له )) أ.هـ من كتابه طريق هجرتين صفحة75
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله (( لا إله إلا الله هي العروة الوثقى وهي كلمة التقوى وهي الحنيفية ملة إبراهيم وهي التي جعلها الله عز وجل كلمة باقية في عقده وهي التي خلقت لأجلها المخلوقات ولأجلها قامت الأرض والسماوات ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ))أ.هـ من كتابه الدرر السنية الجزء الثاني صفحة 53
هي العروة الوثقى مأخوذ من قوله تعالى ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )العروة الوثقى بمعنى لا إله إلا الله
وهي كلمة التقوى بما ورد ذلك عن عمر انه قال بأن كلمة التقوى هي لا إله إلا الله
وقال أيضاً ((اعلم رحمك الله أن فرض معرفة شهادة أن لا إله إلا الله قبل فرض الصلاة والصوم فيجب على العبد إن يبحث معنى ذلك أعظم في وجوب بحثه عن الصلاة والصيام وحرم الله الشرك والإيمان بالطاغوت أعظم من تحريمه نكاح الأمهات والعمات فأعظم مراتب الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) إ.هـ من الدرر السنية الجزء الثاني صفحه61
http://alagidah.com/vb/showthread.php?s=9b2f09ab7a2000ae1da8f4f68935c769&t=4085
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق