لعلّ أعظم أوجه الشبه بين التشيع و التصوف هي التالية :
ـــ إدّعاء الصوفية أنها تستمدّ معارفها مباشرة من الله أو من رسول الله ،أومن الخضر، عن طريق شيوخها الذين هم أعلم من الأنبياء ، و كذلك الشيعة التي تزعم أن أئمّتها يوحى إليهم ، وأنّ مقام أئمتها لا يبلغه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب، كما جاء في اصح امهات كتبهم( الكافي) و كما صرّح بذلك الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية" .
ــ إدّعاء الصوفيّة أنّ للقرآن ظاهرا و باطنا، أو حقيقة و شريعة، وأنّ المعرفة الباطنيّة للقرآن لا يطّلع عليها غير شيوخهم. و ذلك ما يعتقد الشيعة ، فتفسير القرآن في إعتقادهم ليس في متناول غير أئمّتهم، ولا عبرة لمعناه الظاهر.كما تـشترك الصوفيّة والشيعة في إحتقار من كان إعتماده على ظاهر معاني النصوص.
ـــ تشارك الشيعة الصوفية في إعتقادها أنّ العلوم الدينيّة والدنيوية تكتسب عن طريق الإلهام ـ العلم اللّدنيّ ــ لا عن طريق التعلّم .
ـــ اشتراك الطائفتين في عبادة الشخص السوبرمان : فالصوفية تزعم أنّ أقطابها يسيّرون الكون، ويحيطون بكل العلوم دون تعلّم ، و يحيون الموتى و يعلمون الغيب و ما تخفي الصدور و يشفعون حتى في الكـــفّار، و الشيعة تعتقد أكثر من في ائمتها الإثنى عشر.
ـــ تقديس الصوفية شيوخها ،و كذلك يفعل الشيعة . ففي الطبقات الكبرى ص 468 يذكر الشعراني أنّه " لمّا توفّي الشيخ محمد الشناوي إقتتل الناس على النعش ، و ذهلت عقوهم من عظم المصيبة " و كلّنا يذكر ما حدث في جنازة الخمـيني حين هجم الغوغاء على جثــّته و مزّقوا الكفن لأكثر من مرّة قصد الإحتفاظ بقطعة منه للتبرّك . و قد سجّلت كتب الطرائف الغربيّة المولعة بكلّ شاذ و غريب ، صورا للجثّة تتناهشها أيدي جموع الشيعة المتشـــنّجة و قد بدت شبه عارية !
ـــ زيارة المتصوّفة لأضرحة شيوخهم و إلتماس العون من المقبورين فيها ، و أكثر من ذلك تفعل الشيعة كما يستغيث الفريقان و يتوجهّان بالدعاء إلى هؤلاء الموتى .
ـــ إعتقاد الصوفية و الشيعة بأن حبّ شيوخهم و أئمّتهم يغنيهم عن صالح الأعمال .
ـــ تعذيب النفس بالكيّ بالنارو بضرب السيوف، كما تـفعل الرفاعيّة والقادرية العيساويّة من الصوفيّـة ، و فوق ذلك تـفعل الشيعة في عاشوراء .
ــ توريث الصوفيّة العلم حيث يرث الولد الصوفي خرقة الإرشاد عن أبيه و كذلك يفعل الشيعة حيث حصروا المعرفة في آل البيت .
ــ الصوفيّة تؤمن بحياة الخضر المستمرة و كذلك الشيعة ، حيث أورد صاحب كتاب "كسر الصنم " ص 327 نقلا عن " الكافي " أنّ الإمام عليّ زاره شخص و بعد محادثته " قال أمير المؤمنين : يا أبا محمّد أتبعه فأنظر أين يقصد ، فخرج و أعلم أمير المؤمنين بذلك فقال عليّ : هو الخضر عليه السلام "
ــ قول الصوفيّة ــ كسقف أعلى لكفرياتها ــ بوحدة الوجود أي أن كل ما يراه الإنسان هو الله !،و بذلك قالت الشيعة ، فإنّهم يروون " عن جعفر : لنا حالات نحن فيه هو. و هو نحن "! ( تبديد الظلام و إيقاظ النيام للجبهان ص 56 ) .
و لو تتبعنا أوجه الشبه بين الديانتين المؤلّهتين للإنسان والمستهينتين بالرحمان، لطال بنا الزمان، ولكن فيما أوردناه كفاية، كي نصل الي حقيقة أن الإسلام بريء من التـصوف والتشيع الفارسي ، و أن الخير كل الخير في اسلام ابي بكر و عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم .
الأصول الفارسيّة المشتركة للشيعة و الصوفيّة :
فالصوفيّة إذن " عقيدة فلسفيّة قديمة نشأت قبل الإسلام في الفلسفة الإستشراقية المنسوبة إلى أفلاطون ، و الفلسفة الهنديّة القديمة و التي ما زالت عقيدة الهند إلى اليوم ، وهي القول بوحدة الوجود ، و هذه العقيدة هي عقيدة كثير من شعراء الــفرس قبل الإسلام و بعد الإسلام كجلال الدين الرومي ، و هذا يعني أنّ التصوّف غير الزهد المعروف " (5) .
فيا الله ما اعظم جرائم الشيعة في حقّ أمّــتــنا ، فوباء التشيــّع قد عمّ العالم الإسلامـي بـاكمله عن طريق وكيلته الصوفيّة التي " أصبحت عقيدة عامّة و دينا عامّا لعموم المسلمين إلاّ قليلا ، في القرن التاسع و العاشر و الحادي عشر هجريّ " (6) و عقيدة عشرات الملايين من" مسلميّ"اليوم ،عقيدة " تلبـست برداء الطّهر والعفـة وأبطنت كلّ أنواع الكفر و المروق، و حملت كلّ الفلسفات الباطلة و مبادىء الإلحاد والزندقة، فأدخـــلتها إلى عقـــائد الإسـلام و تراث المسلمين على حين غفلة منهم، فأفـــسدواالعقول و العقـائد، ونشروا الخرافات و الدجل و الشعوذة ، و دمّـروا الأخلاق ، و أتـوا على بـــنيان دولة الإســـلام من القواعد حيث حارب المتصوّفة العلم و الجــــهاد و البصيرة في الــــدين، بل والزواج و العمل و الكسب، فنصبوا للقرآن و السنّة حربا لا هوادة فيها، وحرّفوا الناس عن تعليمهما بكلّ سبيل ... و كانت لهم اليد الطولى في هزيمة العالم الإسلاميّ و سقوطه تحت نير الإستعباد و الذلّ و التبعيّة لدول الكفر"(7)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق