الاثنين، 3 مارس 2014

الهمّ بالحسنة و الهم بالسيئة _______________


                                 الهمّ بالحسنة و الهم بالسيئة
_______________

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال :( فيما يرويه عن ربه) إن الله كتب الحسات و السيئات ثم بيّن ذلك فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة , إن همّ بها فعملها كتبها الله عزّ و جلّ عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة و إن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة و إن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة " متفق عليه


معنى الهمّ
_______

قال ابن الأثير : همّ بالأمر يهمّ إذا عزم عليه . (1 ). و قال الحافظ ابن حجر : تقول هممت بكذا قصدته بهمتي و هو فوق مجرد خطورالشيء بالقلب. (2 ) و معنى كلام الحافظ إن الهمّ ما قصدته القلوب فعلا كان أو تركا قصدا صحيحا دون خطرات القلوب التي تأتي احيانا دون قصد.


الهمّ بالحسنات أو السيئات مع العمل و عدمه
__________________________



قد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق بيان الهم بالحسنة و السيئة مع العمل ، فالهمّ بالحسنة مع عملها يضاعف ثوابها عند الله أضعاف كثيرة حسب ما مع الفرد من إيمان و إخلاص ، و الهمّ بالسيئة مع عملها لا يكتب عليه إلا مثلها و معنى هذا الحديث متفق مع قول الله تعالى :" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها و هم لا يظلمون" (3 )و أمّا الهمّ مع عدم العمل فهذا فيه تفصيل أكثر جاءت به الاحاديث نستعرضه من خلال الأحاديث.


الهمّ بالحسنة مع عدم العمل
_________________


من همّ بحسنة ثمّ لم يعملها فعدم عمله لها إمّا أن يكون مع القدرة على عملها و لكن تركها تفريطا لها أو لاي سبب آخر أو يكون قد تركها لعدم القدرة عليها فالترك يكون مع القدرة و العجز ،و هذان حالان يختلفان شرعا و قدرا و لكل منهما حكم شرعي فالتارك مع القدرة ينال حسنة كاملة كما جاء في الحديث ( فمن همّ بحسنة فلم يعملها كنبها الله عنده حسنة كاملة ) و هذا لان الهم بالحسنة عمل قلبي يحبه الله و يجازي عليه سبحانه فضلا منه و رحمة و جودا ، و أمّا إن كان ترك العمل بها لعدم القدرة على ذلك مع إرادته لتلك الحسنة إرادة جازمة و لو كان قادرا عليها لعملها فهذا له أجر من عمل بها كما تبيّنه الأحاديث الآتية:


( 1 ) : عن ابي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا و علما فهو يتقي ربه و يصل رحمه يعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل ، و عبد يقول : لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيّته فاجرهما سواء " ( 4 )



( 2 ) : عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال : إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا و لا قطعتم واديا إلا و هم معكم قالوا يا رسول الله و هم بالمدينة قال : و هم بالمدينة حبسهم العذر" متفق عليه


( 3 ) عن أبي موسى الاشعري رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : إذا مرض العبد أو سافر كُتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما" ( 5 ). ففي هذه الاحاديث بيان جلي لأجر من ترك العمل بالحسنة لفقد القدرة على ذلك.



الهمّ بالسيئة مع ترك العمل
_______________

ترك العمل للسيئة أحيانا يكون كراهية لها فقد يهم الانسان بالمعصية ثم تنفسخ إرادته فلا يكون منه عمل فهذا تكتب له حسنة كما مرّ بنا ، و أحيانا يكون تركه للعمل مع وجود الهم لسبب غير شرعي كخوف من المخلوقين فهذا لا تكتب عليه و لا له كما في حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : " إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه" (6 ) و أحيانا يكون تركه للعمل مع الهمّ لفقد القدرة على العمل و لو كانت له قدرة لعمل ما همّ به من السيئة فهذا في بيان الحديث الآتي :



( 1 ) عن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : و عبد رزقه الله مالا و لم يزرقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي ربه و لا يصل رحمه و لا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل و عبد لم يرزقه الله مالا و لا علما فهو يقول لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فوزرهما سواء" ( 7 ) فهذا له همّ بالمعصية جازم و لكن صرفه عدم القدرة عليها فهو بمنزلة العامل لها كما نصّ الحديث إذ التسوية في الوزر لا يكون إلا بتساوي الإثم. و من هذا الباب حديث القاتل و المقتول في النار و هو في الصحيحين و حديث تضعيف وزر الذي يسن سنة سيئة.










______________________
(1 ) :النهاية في غريب الأثرج5 640 
(2 ) : فتح الباري ج11 ص 323


(3 ) : الانعام ، الآية 160


(4 ) : أخرجه الترمذي و قال حسن صحيح ج 4 ص 567


( 5 ) :صحيح البخاري ج 5 ص 156

(6 ) : صحيح مسلم ج 1 ص 117

( 7) : أخرجه الترمذي ج 4 ص 567

http://alagidah.com/vb/showthread.php?s=9b2f09ab7a2000ae1da8f4f68935c769&t=8943

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق