الاثنين، 3 مارس 2014

تعرّف إلى الله

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:






[ من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،

ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،

ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،

ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،

ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء،

ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،

ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،

ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،






وأعمُّ هؤلاء معرفةً من عرفه من كلامه،

فإنه يعرف رباً قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال،

منزه عن المثال، بريء من النقائص والعيوب،





له كل اسم حسن وكل وصف كمال،

فعَّالٌ لما يريد،

فوقَ كل شيء ، ومع كل شيء،

وقادر على كل شيء، ومقيم لكل شيء،

متكلم ٌ بكلماته الدينية والكونية،

أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء،

أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين، وأقدر القادرين،




فالقرآن أُنزل لتعريف عباده به،

وبصراطه الموصل إليه،

وبحال السالكين بعد الوصول إليه ] ( 1 )









وقال الإمام عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى







[ أصل التوحيد: إثبات ما أثبته الله لنفسه

أو أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى،

ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة والمعارف الجميلة،

والتعبد لله بـها ودعاؤه بـها.





فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه

فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى،

فمَنْ دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق،

ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البَرِّ الكريم

العفو الغفور التواب ونحو ذلك.





وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاءَ العبادة؛

وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى وتحصيلِها في القلوب

حتى تتأثرَ القلوبُ بآثارها ومقتضياتـها وتمتلئ بأجلِّ المعارف,





* فمثلاً أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة

تملأ القلوب تعظيماً لله وإجلالاً له.

وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود

تملأ القلب محبةً لله وشوقاً له وحمداً له وشكراً.

وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة

تملأ القلب خضوعاً لله وخشوعاً وانكساراً بين يديه.

* وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة 

تملأ القلبَ مراقبةً لله في الحركات والسكنات 
وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية والإرادات الفاسدة.




وأسماء الغنى واللطف

تملأ القلب افتقاراً واضطراراً إليه

والتفاتاً إليه كل وقت في كل حال.




فهذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته وتَعَبُّدِه بـها لله

لا يُحَصِّلُ العبدُ في الدنيا أجَلَّ ولا أفضلَ ولا أكملَ منها,

وهي أفضلُ العطايا من الله لعبده وهي رُوحُ التوحيد ورَوْحُه.




ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخاص والإيمان الكامل

الذي لا يحصل إلا للكُمَّلِ من الموحدين,

وإثبات الأسماء والصفات هو الأصل لـهذا المطلب الأعلى.] ( 2 )





===================



1 / الفوائد ، ص 180 بتصرف



2 / القول السديد في مقاصد التوحيد

باب قول الله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ...}


http://alagidah.com/vb/showthread.php?s=9b2f09ab7a2000ae1da8f4f68935c769&t=8440

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق