نؤمن بجواز التبرّك بآثار النبي صلى الله عليه وسلّم بشروط
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من ى نبي بعده، وعلى آله وصحبه .أما بعد، قال الإمام الألباني في كتابه " التوسل " ( ص 144 – 145 / ط . المعارف ) :
إننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره، خلافاً لِما يوهمه صنيع خصومنا، ولكن لهذا التبرك شروطاً؛
منها الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام فلن يحقِّق الله له أي خير بتبركه هذا،
كما يُشْتَرط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله، ونحن نعلم أن آثاره من ثياب أو شعر أو فضلات قد فُقِدَت وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، وإذا كان الأمر كذلك فإن التبرك بهذه الآثار يصبح أمراً غير ذي موضوع في زماننا هذا ويكون أمراً نظريًّا محضاً، فلا ينبغي إطالة القول فيه .
ولكن ثمّة أمر يجب تبيانه وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم وإنْ أقرَّ الصحابة في غزوة الحديبية وغيرها على التبرّك بآثاره صلى الله عليه وسلم والتمسّح بها وذلك لغرض مهم وخاصة في تلك المناسبة، وذلك الغرض هو إرهاب كفار قريش وإظهار مدى تعلق المسلمين بنبيِّهم وحبِّهم له وتفانيهم في خدمته وتعظيم شأنه، إلا أن الذي لا يجوز التغافل عنه ولا كتمانه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد تلك الغزوة رغَّب المسلمين بأسلوب حكيم وطريقة لطيفة عن هذا التبرك وصرفهم عنه وأرشدهم إلى أعمال صالحة خير لهم منه عند الله عز وجل وأجدى، وهذا ما يدل عليه الحديث الآتي :
عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضّأ يوماً فجعل أصحابه يتمسّحون بوضوئه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يحملكم على هذا ؟ " قالوا : حب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سرّه أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث وليؤدِّ أمانته إذا اؤتمن وليحسن جوار من جاوره"، ( وهو حديث ثابت له طرق وشواهد في معجمَي الطبراني وغيرهما، وقد أشار المنذري في ( الترغيب ) ( 3 / 26 ) إلى تحسينه، وقد خرّجته في ( الصحيحة ) برقم ( 2998 ) ) .
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=16818
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق