نواقض شهادة أن لا إله إلا الله
النقض لغة : إدفان ما أبرمت من عقد أو بناء .
والمراد بها اصطلاحا:هي اعتقادات وأقوال وأعمال تفسد معنى شهادة ألا إله إلا الله وتزيلها وتقطعها.
يجب مراعاة نواقص الشهادة ومن أهمها:
الأمر الأول : أن نعلم أن نواقض لا إله إلا الله أحكام شرعيه .
الأمر الثاني : الحكم بتلك النواقض على الأفراد أو الأشخاص لابد فيه من مراعاة قيام الحجة ولابد من اجتماع الشروط .
الأمر الثالث : أن هذه النواقض تبطل الشهادة وتفسدها بالكلية ولكن ينبغي أن يعلم الجميع أن غير هذه النواقض من بقية المعاصي وسائر الذنوب فإن بقية المعاصي تؤثر بكلمة لا إله إلا الله ..
وقد نبه على هذا إبن القيم رحمه الله في كتابه مدارك السالكين ..
عندما كان يتحدث عن قوله تعالى في الحديث القدسي ( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
فقال رحمه الله ( اعلم أن هذا النفي العام لا يصدر من مصر على معصية أبدا ولا يمكن لمدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة أن يصفو له التوحيد حتى لا يشرك بالله شيئا هذا من أعظم المحال ولا تلتفت إلى جدلي لاحظ له من أعمال القلوب بل قلبه كالحجر أو أقسى يقول مالمانع وما وجب هذا إلى أن قال ( اعلم أن الإصرار على المعصية يوجد من خوف القلب لغير الله ورجاءه لغير الله وحبه لغير الله وذله لغير الله وتوكله على غير الله ما يصير منغمس به في بحار الشرك والحاكم من هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل فإن ذل المعصية لابد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفا من غير الله )
ويقول أيضا في كتابه الفوائد ( التوحيد أرفع شئ وأنزهه وأنظفه واصفاه فادني شئ يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه فهو كأبيض ثوب يكون يؤثر فيه أدنى أذى وكالمرآة الصافية جدا أي شئ يؤثر فيها ولهذا تشوشه اللحظة و النقضة والشهوة الخفية فإن زاد صاحبه و قمع ذلك الأثر بضده و إلا استحكم وصار طبعا يتأثر عليه قلبه )أ.هـ
الأمر الرابع : النواقض كثيرة جدا وبعض أهل العلم أوصلها إلى أربع مئة ناقض ...
والعلماء اعتنوا بذلك سواء بكتب العقيدة أو بكتب الفقه ..
قال الشيخ ابن السعدي ( قد كثر الكلام في هذا الباب وكثرت تفصيلاته وإيراد أنواعه بل أفراد من الأشياء المكفرة وربما تركوا ما هو نقيض تلك الأفراد أو أولى منه والأولى في هذا الباب بل وفي غيره أن تذكر أجناس الأشياء والأصول التي ترجع إليها والمرجع إلى الأصل الثابت من الكتاب والسنة والإجماع ) أ.هـ
الأمر الخامس : العلماء تختلف تقسيماتهم في هذا الموضوع فبعض أهل العلم يقسم نواقض لا إله إلا الله إلى ثلاثة أقسام ويقول نواقض قوليه و نواقض اعتقاديه و نواقض عمليه .
من الأقوال التي تنقض لا إله إلا الله مثل سب الله عز وجل أو الاستهزاء بالله أو الاستغاثة بغير الله في أمر لا يقدر عليه إلا الله ..
النواقض الاعتقادية مثل : أن يبغض الله أو أن يكره دين الله عز وجل
و النواقض العملية كأن يسجد لغير الله ( يسجد لصنم أو لغير ذلك).
وبعض الباحثين يجعل النواقض تقابل الشروط .
سبعة نواقض
الأول : فنحن نقول من شروط لا إله إلا الله العلم ..
ايضاً من نواقض لا إله إلا الله الجهل أن يجهل لهذه الكلمة جهلا لا يعذر به.
الثاني : اليقين .
يقابله الشك بكون الشخص يشك بان الله هو المعبود .وهذا كفر ويجعلونه العلماء انه كفر الظن كفر مخرج من الملة وهم يوردون عليه قصه صاحب الجنتين كما جاء في سورة الكهف .
( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما ظن الساعة قائمة وإن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلق من تراب )
الثالث : الإخلاص يقابله الشرك.
الرابع : الصدق يقابله النفاق .
الخامس : الحب ويناقضه البغض كره هذه الكلمة أو بغض الله هذا من نواقض لا إله إلا الله .
السادس : الانقياد وضده الترك وهو التولي قال تعالى ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى )
السابع: القبول وضده الإعراض والإباء ولهذا جعل العلماء من أنواع الردة كفر الإعراض .
عشرة نواقض
والشيخ محمد بن عبد الوهاب ذكر عشرة نواقض ..ولم يريد بذلك الحصر وإنما لكثرة الوقوع فيها وأيضاً لشمولها وان هذه النواقض العشرة هي محل اتفاق بين أهل العلم .
الأول : الشرك ..
تعريفها :
لقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ( أي الشرك أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلق )
وعرف ابن تيمية الشرك بقوله أن تعبد لله تعالى مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده .
تعريف الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ( أن يصرف العبد نوعا من أنواع العبادة لغير الله )
الثاني : شرك الوسائط ناقض أيضاً والدليل على ذلك (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤن الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ).
الثالث : من لم يكفر المشركين ولم يشك في كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر إجماعاً .
الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي عليه الصلاة والسلام أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذين يستبدلون حكم الطواغيت على حكم الله قال تعالى ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون)
الخامس : من أبغض شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر والدليل قوله تعالى : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)
السادس: من استهزأ بدين الله أو ثواب الله أو عقاب الله فهذا كافر .
لقوله تعالى ( قل أبالله وآياته ورسله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم )
السابع : السحر.
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ..
قال تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )
التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
العاشر : الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به
قال تعالى ( ومن اعرض ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إن من المجرمين منتقمين).
هذا والله أعلم وصلي اللهم وسلم على رسول الله
المراجع ..
1-*ما كتبه شيخ الإسلام من الفتاوى في الجزء الاول بعنوان توحيد الألوهيه.
2-*مدارك السالكين
3-*رسالة ابن رجب ( كلمة الإخلاص )
4-*مما كتبه الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة في نجد ما جاء في الدرر السنية أو من مجموع التوحيد .
5-*ما كتبه فضيلة الشيخ ابن جبرين في رسالته الموجزة الجامعة (الشهادتين )
6-*ما كتبه الأستاذ محمد قطب في كتابه ( لا إله إلا الله ).
http://alagidah.com/vb/showthread.php?s=9b2f09ab7a2000ae1da8f4f68935c769&t=4085
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق