شرح الأصول الثلاثة عند المتصوفة
الأصل الثاني : (الاتحاد)
أبو محمد عادل خزرون التطواني
معنى الاتحاد :
الاتحاد: لغة أن يصير المتعدد واحداَ، مصدر من اتحد يَتَّحِد، يقال: اتحد الشيئان أو الأشياء، أي صارت شيئا واحداً، ومادة ( وحد ) تدل – كما سبق – على الانفراد، والواحد: المنفرد بذاته في عدم المِثل والنظير[1].
و بمعنى آخر: يطلق بطريق المجاز على صيرورة شيء شيئا آخر بطريقة الاستحالة، أي التغير والانتقال دفعيا كان أو تدريجيا. ويطلق أيضا بطريقة المجاز على صيرورة شيء شيئا آخر بطريق التركيب، وهو أن ينظم شيء إلى شيء ثان فيحصل منهما شيء ثالث[2].
واصطلاحا:
- اختلفت عبارات المصنفين في تعريف الاتحاد وتصويره، وبيان مراد القائلين به.
قال الجرجاني -رحمه الله-:
الاتحاد امتزاج الشيئين و اختلاطهما حتى يصيرا شيئا واحدا[3] ،أي : أن العالم بكل ما فيه إنما هو تعيينات و تجليات لله فلا شيء إلا الله فالإنسان و الحيوان و الجماد آلهة و أرباب مقدسة [4].
و باصطلاح القائلين به:
فقد عرفه القاشاني بأنه: «شهود الوجود الحق الواحد المطلق الذي الكل به موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل (شيء) موجوداً به معدوماً بنفسه، لا من حيث أن له وجوداً خاصاً اتَّحد به، فإنه محال»[5].ويقصد بكلامه اختلاط وامتزاج الخالق بالمخلوق،فيكونا بعد الاتحاد ذاتاً واحدة[6].
*وعرفه السيد محمود أبو الفيض المنوفي بأنه: «شهود الحق من غير حلول أو ملابسة كما يحدث من الأجسام للأجسام»[7].
كما عرفه بعضهم بأنه: «اتحاد شيء مع شيء آخر بنحو يصبح الاثنان شيئاً واحداً، وذلك عندما تزول من الإنسان كل صفة من صفات الجسم، ويزول عنه كل ما هو غير روحاني، وعندما يتم ذلك يتحد الإنسان بالله، ويصبح كل ما لله من الصفات والإمكانيات لهذا الإنسان، بنحو تكون الكلمتان(الله) و(الإنسان) تعبيراً عن معنى واحد»[8].
- ويقصد بقوله: أن كون الشيئين شيئاً واحداً: أي: اتحاد الله- عز وجل - بمخلوقاته، أو ببعض مخلوقاته.وذلك باعتقاد أن وجود الكائنات أو بعضها هو عين وجود الله- تعالى-.فهي تأخذ بعدا ميتافيزيقيا[9]، بحيث تقوم عندهم على الاعتقاد بوجود اتحاد مطلق بين الله والإنسان، «فيرى العبد ذاته متصلا بالله اتصالا تاما لا انفكاك منه»[10] ، ولعل ما يوضح هذه الفكرة أكثر، قول أبي يزيد البسطامي، أحد أهم القائلين بالاتحاد:
«للخلق أحوال ولا أحوال للعارف، لأنه محيت رسومه وفنيت هويته بهوية غيره، وغيبت آثاره بآثار غيره»[11]، «إن الحق مرآة نفسي لأنه هو الذي يتكلم بلساني، أما أنا فقد فنيت»[12]، ومن شطحاته في هذه الفكرة الاتحادية: “سبحاني ما أعظم شأني[13]”.
وذكر ابن الجوزي[14] قول أبي يزيد البسطامي:" سبحاني، سبحاني، ما أعظم سلطاني، ليس مثلي في السماء يوجد، ولا مثلي صفة في الأرض تعرف، أنا هو، وهو أنا، وهو هو".
وساق ابن الجوزي سنده إلى الحسن بن علي بن سلام قال: " دخل أبو يزيد مدينة، فتبعه منها خلق كثير، فالتفت إليهم فقال: إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدون. فقالوا: جنّ أبو يزيد؛ فتركوه".[15]
ونقل قوله: " دفع بي مرة حتى قمت بين يديه، فقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك، قلت: يا عزيزي، إن كانوا يحبون يروني وأنت تريد ذلك، وأنا لا أقدر على مخالفتك، فزيني بوحدانيتك، وألبسني ربانيتك، وارفعني إلى أحديتك، حتى إذا رآني خلقك، قالوا: رأيناك، فيكون أنت ذلك، ولا أكون أنا هناك، ففعل بي ذلك".[16]
قال الدكتور عبد القادر محمود في كتابه الفلسفة الصوفية في الإسلام: والمهم البسطامي من يقصد بالاتحاد الاتحاد بالله كاملا وإلا انتفى معنى الاتحاد لأن هدف الشوق العارم هو أن يصير المحب والمحبوب شيئاً واحداً سواء في الجوهر أو الفعل أي في الطبيعة والمشيئة والفعل الصادر منها فتكون الإشارة إلى الواحد عين الإشارة إلى الآخر ثم تختفي الإشارة لانعدام المشير[17].
وقوله أيضا:
فلما أراني الوَجد أنك حاضري شهدتك موجوداَ بكل مكان[19]
وقول إبراهيم الدسوقي شيخ الدسوقية أو ما يعرف بالبرهامية المصري:
وتجدر الإشارة إليه ونحن نبين معنى الاتحاد عند هؤلاء قولهم:إن من وقع منه الاتحاد فلا يتصور معه أن تبقى منه باقية بل يفنى ويذوب ويصير جوهره جزء لا يتجزأ عن جوهر من اتحد به، وهذا ما تؤكده مقولة عبد الرحمن بدوي – رحمه الله- بقوله: والاتحاد بالله ...أن يصير المحب والمحبوب شيئا واحدا فعلاً، سواء في الجوهر والفعل أي في الطبيعة والمشيئة لانعدام المشير، فلا يصير ثمت غير واحد أحد هو الكل في الكل[21].
وهو ما يؤكده شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:( الاتحاد هو اختلاط والامتزاج بين الخالق والمخلوق)، ثم قال:( وهذا هو حقيقة الاتحاد ، ولا يُعقل الاتحاد إلا هكذا)[22].
وقال أيضا:
(وأما وجه تسميتهم اتحادية، ففيه طريقان:أحدهما لا يرصونه، لان الاتحاد على وزن الاقتران، والاقتران يقتضي شيئين اتحد أحدهما بالآخر ، وهم لا يُقِرُّون بوجودين أبداً، والطريق الثاني صحة ذلك بناءً على أن الكثرة صارت وَحدة)[23].
وبهذا نجد الاتحادي يرى أن المخلوق المصطفى يرتفع بنفسه ويصفو ويسمو بروحه العلية حتى يتحد بها ويفنى فيها فلا يبقى له أثر [26]،- تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-ولذا تجدهم كثيرا ما يعبرون عن رحلتهم إلى الاتحاد بالمعراج.
يقول ابن الفارض:
ومن أنا إياها إلى حيث لا إلى عرجت وعطرت الوجود برجعتي[27]
قال شارحه: يعني عرجت من مقام : أنا إياها – وهو ابتداء الاتحاد.
ومن قوله أيضا : أنا الحق( لا إله إلا أنا فاعبدني) إلى أن وصلت إلى مقام لا نهاية فيه، وعطر الوجود برجوعه لا تصافه بصفات الرحمن واتحاده بذات الملك الديان[28].
ولا يخفى عليكم عمر بن الفارض هذا المتوفى سنة (632هـ) هو من بين أهم القائلين بالاتحاد أيضا . وذلك في قصائده المشهورة في ديوان شعره، ومن أشهر قصائده التي صرح فيها بمذهبه هذا قصيدته (التائية) الكبرى والمسماة ((نظم السلوك)) يقول فيها([29]):
وفارق ضَلال الفَرْقِ، فالجمعُ مُنتج هُدَى فِرقةٍ بالاتحاد تحدَّت[30]
ويقول أيضا:
إليَّ رسُولاً كنْتُ مِنِّيَ مُرْسَـلاً وذاتَي بِآيَاتِي عَليَّ اسْتَدَلَّـتِ
لها صَلوَاتِي بالمَقامِ أقِيمُهـا وأشهَدُ فيهَا أنَّها لِيَ صَلـتِ
كُلُّنا مُصَلٍّ عابدٌ ساجــدٌ حَقِيقَة الجَمْع في كُلِّ سَجْـدَة
إلَـى أن يقول:
وما كانَ لِي صَلى سِوَايَ فلم تَكُنْ صلاتِي لغَيْري في أدَا كلِّ رَكْعَةِ
ما زِلْتُ إِياهَا وَإيَايَ لمْ تَـزَلْ ولا فَرْقَ، بَلْ ذَاتِي لِذاتِي أحَبَّتِ[31]
وقوله أيضا:
وهامت بها روحي بحيث تماجا اتـ ـحاداً،ولا جُرم تخلَّله جِرم[32]
وقد انتقده ابن تيمية وغيره، فنجد ابن تيمية يمدح نظم القصيدة، ويذم ما فيها من الكفر حيث يقول: (وابن الفارض من متأخري الاتحادية صاحب القصيدة التائية المعروفة (بنظم السلوك)، وقد نظم فيها الاتحاد نظماً رائق اللفظ، فهو أخبث من لحم خنزير في صينية ذهب، وما أحسن تسميتها بنظم الشكوك) ([33]).
ولعل هذه الأبيات الشعرية وما شابهها، هو الذي أدى بشمس الدين الذهبي إلى التحذير من أشعار ابن الفارض من خلال ترجمته له في الميزان قوله : (ينعق بالاتحاد الصريح في شعره، وهذه بلية عظيمة، فتدبر نظمه ولا تستعجل، ولكنك حسن الظن بالصوفية، وما ثم إلا زي الصوفية، وإشارات مجملة، وتحت الزي والعبارة فلسفة وأفاعٍ، وقد نصحتك) ([34])، وقد نقله بدوره ابن حجر في لسان الميزان([35]).
قلت و هذه المعاني السابقة في الحقيقة ما هي إلا شرك واضح وزندقة وإلحاد، ولا يجوز تأويلها إلى غير هذه المعاني القبيحة التي نعق بها ابن الفارض.
* أقسام الاتحاد:
1- اتحاد عام : وهو اعتقاد كون الوجود هو عين الله – تعالى – بحيث الرب يتحد بعبده الذي قربه واصطفاه بعد أن لم يكونا متحدين وهؤلاء يقولون: مازال الرب هو العبد وغيره من المخلوقات ليس غيره، وهذا هو معنى وحدة الوجود .
كما يقول ابن عربي :
العبد رب والرب عبد ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب فأنى يكلف
2- الاتحاد الخاص : هو اعتقاد أن الله اتحد بعض المخلوقات دون بعض . فنزه هؤلاء عن الاتحاد بالأشياء القذرة القبيحة ، فقالوا إنه اتحد بالأنبياء أو الصالحين أو الفلاسفة ونحوهم .
ومن هؤلاء بعض فرق النصارى الذين قالوا إن اللاهوت اتحد بالناسوت فصارا شيئا واحدا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض رده على الاتحادية:
أن الاتحاد بين الخالق والمخلوق ممتنع لأن الخالق والمخلوق إذا اتحدا فإما أن يكونا بعد الاتحاد اثنين كما كانا قبله وهذا تعدد وليس اتحادا وإما أن يستحيلا إلى شيء ثالث كما يتحد الماء واللبن والنار والحديد فيلزم أن يكون الخالق قد استحال وتبدلت حقيقته كسائر ما يتحد مع غيره وهذا ممتنع على الله تعالى واجب الوجود بذاته وصفاته والملازمة له والتي هي كمال إذا عدمت كان ذلك نقضا يتنزه الله تعالى عنه[36].
وقال أنور الجندي :
والحقيقة أن القول بالاتحاد بين الخالق والمخلوق يأباه العقل الذي سلم من الشبهات ويدل دلالة واضحة على أنها باطلة لأن أي إنسان تسمح له نفسه أن يدعي بأنه الإله وصار مع الله وحدة واحدة ولا يمكن أن يخرج مثل هذا الإدعاء الباطل من إنسان له عقل سليم أبه ذرة من إيمان[37].
قال الدكتور عبد الرحمن بدوي: إن أحوال الوجد وطلب الإتحاد و السكر كلها توجد في أنواع التصوف الأخرى أما هذا التبادل في الأدوار بين العبد والحق والإذن له بالتعبير بصيغة المتكلم فهو الجديد حقاً عند الصوفية الإسلام[38].
وعموما، فاتحاد الله تعالى مع مخلوقاته يتعارض تعارضا تاما مع العقيدة والشريعة الإسلامية، ذلك أن( كون “الإله” “متحدا” مع الكائنات، وهي كثيرة ومتنوعة .. يجعل فكرة “الألوهية” فكرة “وثنية” … والإسلام بريء من هذه العقائد الفاسدة[39])؛
ففكرة الاتحاد هذه لا يمكن لعقل بشري أن يسلم بها، خصوصا إذا حاولنا عرضها على ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ذلك أن الأديان والعقائد السماوية قامت على فكرة وجود سامي أزلي، وهو “ليس كمثله شيء”، إنه وجود الله الواحد الأحد، ووجود مادي مخلوق، وخالقه هو الله، ففكرة التسوية إذن بين ما هو أزلي وما هو مخلوق، فكرة تصادم كل العقائد الدينية السماوية، فضلا عن عقيدة الإسلام. فسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
تم بحمد الله بيان الأصل الثاني : (الاتحاد) وفي العدد القادم بحول الله وقدرته نلقي الضوء على الأصل الثالث: (الحلول).
[1] أنظر مادة (وَحَدَ) في :القاموس المحيط (1/343)، ولسان العرب (3/446) ، والمصباح المنير ص ( 650)، والمعجم الوسيط (2/1016). انظر: معجم المقاييس، مادة(و ح د)، تهذيب اللغة للأزهري(مادة و ح د)، التعريفات للجرجاني(8)، الحدود لابن سينا، ضمن مجموع: المصطلح الفلسفي عند العرب لعبد الأمير الأعسم(260)، الجواب الصحيح لابن تيمية(4/7)، المعجم الفلسفي لجميل صليبا(1/34).
[2] معجم مصطلحات التصوف الفلسفي/ محمد العدلوني الإدريسي/ دار الثقافة/ البيضاء/ ط1/ 2002/ ص12.
[3] التعريفات ص 22
[4] انظر تقديس الأشخاص 1/471
[5] اصطلاحات الصوفية للقاشاني(24) عن نظرية الاتصال عند الصوفية(32)،وانظر: التعريفات للجرجاني(8-9)، الكليات للكفوي(37).
[6] أنظر مجموع فتاوى ابن تيمية (2/386)، والتعريفات للجرجاني ص(6)، وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي(4/309).
[7] نظرية الاتصال عند الصوفية ص (32).
[8] بين التصوف والتشيع لهاشم الحسيني(84). عن نظرية الاتصال عند الصوفية(33).
[9] الميتافيزيقيا: وتعرف على أنها فلسفة تبحث في أسرار الكون والظواهر الغريبة وجميع الأمور الغيبية التي لم يجد لها العلماء تفسيرا, أي أن هذا القسم الذي نقف الآن بين أركانه هو متخصص بـ (الميتافيزيقيا). وكلمة (ميتافيزيقيا) نفسها تعني (ما وراء الطبيعة) ويعتبر الفيلسوف (أرسطو) أول من كتب في هذا المجال عندما قام بتأليف كتابا يتحدث عن أسرار الكون أطلق عليه اسم (الفلسفة الأولى), إلا انه لم يستخدم مصطلح (ميتافيزيقيا) في أي من محاضراته أو كتبه في مكتبته الخاصة, جاء كتاب (الفلسفة الأولى) مباشرة خلف كتاب (الطبيعة) الشهير -الذي ألفه أرسطو أيضا- فأطلق تلامذته على كتاب (الفلسفة الأولى) اسم: (ميتافيزيقيا), أي (الكتاب الذي جاء ترتيبه بعد (كتاب الطبيعة), ومن هنا جاءت تسمية (ما وراء الطبيعة) لكل الظاهر الغريبة والغيبيات.
[10] معجم مصطلحات التصوف الفلسفي/ ص12.
[11] في التصوف الإسلامي وتاريخه: ترجمة الدكتور أبو العلاء عفيفي، ص75.
[12] دراسة في التجربة الصوفية/ نهاد خياطة/ دار المعرفة/ دمشق/ ط1/ 1994/ ص96
[13] أبو يزيد البسطامي المجموعة الكاملة- قاسم محمد عباس (ص49).
[14] انظر:الكلام عن أبي يزيد البسطامي في تلبيس إبليس، ابن الجوزي، ص343-346.
[15] نفس المرجع.
[17] الفلسفة الصوفية في الإسلام للدكتور عبد القادر محمود (315).
[18] كشف المحجوب، الهجويري، 1/235.
[19] الرسالة القشيرية ص(384).
[20] الطبقات الكبرى للشعراني (1/173).
[21] "شطحات الصوفية"(ص807).
[22] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (4/7-8).
[23] حقيقة مذهب الاتحاديين لابن تيمية ص (4-5).
[24] الفتوحات المكية لابن عربي (11/371).
[25] المرجع السابق(11/437).
[26] أنظر :"الصوفية" لصابر طعيمة ص (345).
[27] " قصيدة التائية" ضمن ديوان ابن الفارض(ص64).
[28] البقاعي "تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد"(ص249).
[29] الديوان: ص34 وما بعدها.
[30] ديوان ابن الفارض ص (37).
[31] أحمد حفو/ نظرات في التصوف على ضوء الكتاب والسنة/ ص160ـ161.
[32] ديوان ابن الفارض ص (83).
[36] الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية(2/339)
[37] المؤامرة على الإسلام لأنور الجندي ص(52).
[38] شطحات الصوفية لعبد الرحمن بدوي(ص11).
[39] التصوف في الميزان/ 68.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق