ملاحظات على أفكار صوفية
د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه ( * )
(1) لماذا يفرض الصوفية طاعة الشيخ؟!!
أكثر أرباب التصوف الإشادة بشأن الشيخ ووجوب اقتداء المريد به:
- فهذا أبو عبدالرحمن السلمي يقول:" من لم يتأدب بشيخ فهو بطال، ومن لم يلحقه نظر شيخ وشفقته لايجيء منه شيء"(1).
- وقال القشيري: " من لم يكن له أستاذ لم يفلح أبدا.
وسبب هذه النظرة:
أن الشيخ في نظر المتصوفة هو الواسطة بين الله والمريدين، وهو أمين الإلهام كما أن جبريل أمين الوحي،
يقول السهروردي: " كلام الشيخ بالحق من الحق، فالشيخ للمريدين أمين الإلهام، كما أن جبريل أمين الوحي"(4).
بهذه الأفكار عزز الصوفية مكانة الشيخ في حياة المريد،
فصار له كالقارب في البحر، يحمله في سفره،
فلا بد له من الاعتناء بأمره وأحواله
وعدم مخالفته أبدا ولو بقلبه،
قال القشيري:
- " ومن شرطه أن لا يكون له بقلبه اعتراض على شيخه...
ثم يجب حفظ سره حتى زره إلا عن شيخه،
ثم يجب حفظ سره حتى زره إلا عن شيخه،
ولو كتم نفسا من أنفاسه عن شيخه فقد خانه في حق صحبته،
ولو وقعت له مخالفة فيما أشار عليه شيخه،
فيجب أن يقر بذلك بين يديه في الوقت،
ثم يستسلم لما يحكم به عليه شيخه عقوبة له على جنايته ومخالفته،
إما بسفر يكلفه أو أمر يراه"(5).
فيجب أن يقر بذلك بين يديه في الوقت،
ثم يستسلم لما يحكم به عليه شيخه عقوبة له على جنايته ومخالفته،
إما بسفر يكلفه أو أمر يراه"(5).
وقد كتب عبدالوهاب الشعراني كتابه
"الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية"
وعامته في أدب المريد مع شيخه، فيلازمه،
ويصبر عليه، ويحبه،
ويسلم له حاله، ولا يعترض عليه،
ولا يتزوج إلا بإذنه، ولا يكتمه شيئا،
ويريه فقره إليه،
ولا يقول له: لا.
ويصبر عليه، ويحبه،
ويسلم له حاله، ولا يعترض عليه،
ولا يتزوج إلا بإذنه، ولا يكتمه شيئا،
ويريه فقره إليه،
ولا يقول له: لا.
يرضى بكل اختياره، ويتعاهد عياله،
ولا يمد رجله تجاه شيخه، وغير ذلك.
ولا يمد رجله تجاه شيخه، وغير ذلك.
وبذلك جعلوا المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله،
وألزموه بلبس معين، ومشية معينة،
وشيخ معين، وطريقة معينة.
وألزموه بلبس معين، ومشية معينة،
وشيخ معين، وطريقة معينة.
إن في هذا التبجيل الكبير للشيخ سرا قد لا يعرفه الكثير،
أشار إليه الجيلي، حين ذكر أن الإنسان الكامل،
وهو محمد صلى الله عليه وسلم يظهر في صورة الأولياء،
في كل زمان ومكان،
وعلى ذلك فإن المريد يتعامل في حقيقة الأمر
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الإنسان الكامل،
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الإنسان الكامل،
الذي هو، في نظرهم،
من نور الله ومحل نظر الله تعالى،
ومنه خلق العالم، وهو أول موجود،
فلذا كان من الواجب أن يوقره
وينزل طاعته منزلة طاعة الله،
من نور الله ومحل نظر الله تعالى،
ومنه خلق العالم، وهو أول موجود،
فلذا كان من الواجب أن يوقره
وينزل طاعته منزلة طاعة الله،
يقول الجيلي:
" وسر هذا الأمر تمكنه صلى الله عليه وسلم من التصور بكل صورة، فالأديب إذا رآه في الصور المحمدية التي كان عليها في حياته فإنه يسميه باسمه، وإذا رآه في صورة ما من الصور وعلم أنه محمد، فلا يسميه إلا باسم تلك الصورة،
ثم لا يوقع الاسم إلا على الحقيقة المحمدية،
ألا تراه صلى الله عليه وسلم لما ظهر في صورة الشبلي رضي الله عنه،
ألا تراه صلى الله عليه وسلم لما ظهر في صورة الشبلي رضي الله عنه،
قال الشبلي لتلميذه: أشهد أني رسول الله،
وكان التلميذ صاحب كشف فعرفه،
فقال: أشهد أنك رسول الله…
وكان التلميذ صاحب كشف فعرفه،
فقال: أشهد أنك رسول الله…
فإذا كشف لك عن الحقيقة المحمدية أنها متجلية في صورة من صورة الآدميين، فيلزمك إيقاع اسم تلك الصورة على الحقيقة المحمدية،
ويجب عليك أن تتأدب مع صاحب تلك الصورة تأدبك مع محمد صلى الله عليه وسلم،
لما أعطاك الكشف شأن محمد صلى الله عليه وسلم متصورة بتلك الصورة، فلا يجوز لك بعد شهود محمد صلى الله عليه وسلم فيها أن تعاملها بما كنت تعاملها به من قبل...
لما أعطاك الكشف شأن محمد صلى الله عليه وسلم متصورة بتلك الصورة، فلا يجوز لك بعد شهود محمد صلى الله عليه وسلم فيها أن تعاملها بما كنت تعاملها به من قبل...
وقد جرت سنته صلى الله عليه وسلم
أنه لايزال يتصور في كل زمان بصورة أكملهم،
ليعلي شأنهم ويقيم ميلانهم،
فهم خلفاؤه في الظاهر وهو في الباطن حقيقتهم"(6).
أنه لايزال يتصور في كل زمان بصورة أكملهم،
ليعلي شأنهم ويقيم ميلانهم،
فهم خلفاؤه في الظاهر وهو في الباطن حقيقتهم"(6).
فالشيخ إذن في مقام رسول الله
أو في مقام الإنسان الكامل والموجود الأول،
أو في مقام الإنسان الكامل والموجود الأول،
الذي يمتاز بألوهية المعدن والمنشأ والمعاد،
ولذا فإنه يستحق الطاعة المطلقة كطاعة الله تعالى.
ولذا فإنه يستحق الطاعة المطلقة كطاعة الله تعالى.
==================
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
(1) تسعة كتب في أصول التصوف والزهد ص160.
(2) الرسالة للقشيري 2/735.
(3) تذكرة الأولياء 1/171، نقلا عن كتاب: في التصوف الإسلامي ص78.
(4) عوارف المعارف للسهروردي 5/265، ملحق بإحياء علوم الدين للغزالي.
(5) الرسالة للقشيري 2/736ـ737.
(6) الإنسان الكامل للجيلي 2/74ـ75، وانظر: حقيقة الإنسان الكامل ص411.
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
(1) تسعة كتب في أصول التصوف والزهد ص160.
(2) الرسالة للقشيري 2/735.
(3) تذكرة الأولياء 1/171، نقلا عن كتاب: في التصوف الإسلامي ص78.
(4) عوارف المعارف للسهروردي 5/265، ملحق بإحياء علوم الدين للغزالي.
(5) الرسالة للقشيري 2/736ـ737.
(6) الإنسان الكامل للجيلي 2/74ـ75، وانظر: حقيقة الإنسان الكامل ص411.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق